مصر أمام مفترق طرق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقف مصر أمام مفترق طرق، وشعبها يسعى لحصد ثمار ثورته، ليحكم نفسه بنفسه، دون وصايا من اي طرف، ولان مخاض التحول كان عسيرا، والديمقراطية الوليدة لم تكمل مسارها، فإن المخاوف من اندلاع عنف مازالت قائمة، بعد لجوء مؤيدو ومعارضو الرئيس المعزول محمد مرسي الى الاحتكام الى "شرعية الميادين" في "التحرير"و"رابعة العدوية" و"النهضة"، فسلمية التظاهرات مطلوبة، لان ما حدث امام مقر الحرس الجمهوري من سفك للدماء، لا نريده ان يتكرر، والتصرف بحكمة وضبط النفس من شأنه تبديد اي مخاوف. المرحلة الحالية التي تشهدها مصر، تتطلب الحكمة من كافة الاطراف، وادارة حوار وطني ينتقل بالجميع من مربع الاختلاف الى مرحلة التوافق، وهذا يتطلب تنازلات لصالح الوطن، ومن الضرورة بمكان احترام ارادة الشعب، ووقف الاعتقالات واطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي، على نحو ما تطالب به قوى داخلية ودولية ومنظمات حقوقية، وبدون هذه الخطوة لن يكتمل أو ينجح أي حوار وطني لا يستثني اي طرف من الاطراف، كما ان سياسة الاقصاء ليست مجدية، وقد تقود الى العنف ومن الملح أن يعمل المصريون على العودة الهادئة للحكم الديمقراطي، من خلال مسار يحدده الشعب بنفسه بطريقة تحترم التنوع والتعدد.

تبدي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، اهتماما بالتطورات في مصر، لان استقرارها هو استقرار للمنطقة بأسرها، فالجميع يريد مصر قوية مستقرة وديمقراطية والفرصة مازالت قائمة لتحقيق ذلك.
 

Email