مصر.. وضرورة التوافق للخروج من الأزمة

لا تزال جهود الوساطة الاقليمية والدولية لحل الأزمة السياسية فى مصر تتواصل، فيما تبرز مؤشرات ايجابية من حين لآخر على ايجاد مخرج سياسى — توافقى لحل الأزمة الصعبة والمعقدة، ويبدو سقف الثقة عاليا لدى الموفدين الاقليميين والدوليين، ضمن التحرك الذى تقوده قطر والامارات وأميركا والاتحاد الأوروبي، لدفع الأطراف المتنازعة الى تقديم تنازلات، وان بدت صعبة للبعض، الا أنها ضرورية للوقوف أمام أى مواجهة بين الطرفين يدفع الشعب البريء ثمنها من أرواحه ودمائه.

وحتى الآن يمكن القول ان التحرك السياسى الحاصل قد أثمر فى خلق مناخ ايجابى الى حدما، ومنع حصول أى مواجهة دامية فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية، وساهم فى بروز خطاب اعلامى جديد أكثر ايجابية وأقل تحريضا مقارنة بالفترة الساخنة السابقة، كما شهدت الساعات الماضية تقديم رسائل مطمئنة من الجيش لجماعة الاخوان تحدثت عن عرض بالافراج عن بعض أعضاء الجماعة من السجون وفك تجميد أصولها ومنحها ثلاثة مناصب وزارية كما سيسمح للجماعة باعادة فتح مكاتبها وسيسمح لها بتوفيق أوضاعها لخوض الانتخابات القادمة، فى محاولة لانهاء الأزمة السياسية فى البلاد، كما فتح العرض المجال أمام مشاركة الاخوان فى الحكومة.

المجتمع الدولى يتفهم حقيقة صعوبة الموقف، لذلك يحاور ويناور، على أكثر من جبهة، لاعادة مصر الى طريق التحوّل الديمقراطى الذى أطلقته ثورة 25 يناير. مع ما يتطلبه ذلك من ضبط النفس واعمال العقل والتحلى بالحكمة للحيلولة دون اراقة المزيد من الدماء، وهو ما نأمل أن تسفر الجهود الحالية الى تحقيقه حفاظا على مصر والمصريين، لما لذلك من أهمية فى استقرار المنطقة ومستقبلها الديمقراطي.
 

الأكثر مشاركة