لا نجد نداء نوجهه إلى المتقاتلين في طول الوطن العربي وعرضه -ونحن نودع رمضان المبارك ونستقبل العيد- أفضل من وقف سفك دماء المسلمين، وإعلان هدنة خلال عطلة العيد.
نتمنى على كافة الفرقاء ممن يحملون السلاح في سوريا والعراق ولبنان، واليمن وليبيا وتونس والسودان والعراق ولبنان واليمن وليبيا وتونس وكل أرض عربية أن يتقوا الله في أنفسهم، و شعوبهم وأوطانهم، وأن يتوقفوا تماما عن اللجوء الى السلاح، والعودة الى الحوار كسبيل وحيد لإنقاذ الأوطان والشعوب من نيران الحرب الأهلية والمذهبية التي يوشك أوارها أن يشمل الجميع دون استثناء، بعد أن ثبت أن الجميع خاسرون وأن الأوطان هي الخاسر الأكبر، وان أعداء الأمة وفي مقدمتهم العدو الصهيوني هو الرابح الأول.
ونسأل هؤلاء وأولئك ماذا جنوا من الحرب هل أنقذوا الأوطان، وحققوا الديمقراطية والتعددية والعدالة الاجتماعية والمساواة.. الخ؟!
إن جردة حساب لنتائج تلك الحروب نجد أنها خلّفت مئات الآلاف من القتلى. حيث فاق العدد في سوريا وحدها مائة ألف حتى الآن، وسقط في العراق خلال الشهور الأربعة الأخيرة بفعل السيارات المفخخة أكثر من أربعة آلاف إنسان بريء.
وسقط الآلاف في ليبيا وحرقت الحرب الأهلية اللبنانية الأخضر واليابس ولا تزال آثارها وتداعياتها على الأرض ماثلة في النفوس لم تغادرها.. الخ.
لقد تفاءلت الأمة خيرا بهبوب رياح الربيع العربي. وتفاءلت أكثر بعبقرية الشعوب في الإصرار على سلمية الثورات ونجاحها في تونس ومصر، واليمن، وليبيا إلا أن ما جرى بعد ذلك من تدخلات دولية أدى الى حرف هذه الثورات عن مسارها، حتى لا تصل الى كافة الدول الشقيقة و تهدد مصالح امريكا والغرب والعدو الصهيوني وهو ما تجلى بفشل الإسلام السياسي في مصر وتدخل الجيش حفاظا على الأمن القومي استجابة لنداء أكثر من ثلاثين مليون مصري خرجوا في 30 حزيران يهتفون بسقوط الإخوان المسلمين ويطالبون بتنحية الرئيس، وها هي تونس تسير على نفس الطريق، إذا لم تقم باستخلاص العبر من التجربة المصرية، وإجراء استفتاء مبكر.
إن استعراضا سريعا لهول تلك الحروب بخاصة في سوريا وقبلها في ليبيا وحرب السيارات المفخخة في العراق يؤكد تدخل القوى المعادية واستغلالها لتلك الحروب للعودة الى المنطقة، وتقسيمها من جديد، لإحكام السيطرة عليها وعلى مقدراتها ونفطها، والحفاظ على ربيبتها إسرائيل لتبقى الدولة الأقوى.
إن قيام أعداء الأمة بإشعال فتيل الصراع المذهبي “سنة وشيعة” ووصول نيران هذا الصراع الى العراق ولبنان والبحرين والسعودية والسودان واليمن وصولا الى افغانستان والباكستان يؤكد حجم الكارثة التي تضرب الأمة وحجم المؤامرة الخطيرة التي تحيق بها.
وفي هذا الصدد لا بد من توجيه نصيحة الى كل من يسيئون الى الإسلام الحنيف، ويحاولون اختطافه والاتجار به، أن يبتعدوا عن تلك الأساليب الذميمة، والتي هي ليست من الإسلام في شيء، فالإسلام دين الوسطية والاعتدال والتسامح والكلمة الطيبة والحوار البنّاء، وهو من حرم سفك دم المسلمين “دم المسلم على المسلم حرام” وجعل حرمتها أكبر عند الله من هدم الكعبة المشرفة.
مجمل القول: نأمل من كافة القوى المتصارعة في العالم العربي أن تتوقف عن سفك دماء المسلمين في عيد الفطر السعيد، وأن تعيد النظر بمواقفها وما حل بأوطانها، فهي الخاسر الوحيد.
ومن يحدّق جيدا بمواقف الدول الكبرى و مواقف أعداء الأمة يجد أن الجميع يعمل على صب الزيت على النار ونشر الفوضى في كافة الأقطار العربية. فأمريكا وبريطايا وفرنسا.. الخ ليست معنية بالديمقراطية وحقوق الإنسان العربي، بل معنية بنشر الفوضى في العالم العربي لإعادة اقتسامه وإحكام السيطرة عليه وعلى مقدراته ونفطه.