يأتي توجيه جلالة الملك عبدالله الثاني للحكومة بضرورة إعداد خطة عمل لتنمية المحافظات بالشراكة مع القطاع الخاص، في نطاق نهج جلالته ورؤيته السديدة القائمة على تعزيز المساواة الاجتماعية، وتوزيع مكاسب التنمية بعدالة بين المحافظات، وهو ما يشكل أحد مرتكزات مسيرتنا الإصلاحية الشاملة.

وفي ذات السياق، أكد جلالته خلال ترؤسه اجتماعاً للاطلاع على الجهود الحكومية لتنفيذ مبادرة صندوق تنمية المحافظات، ضرورة البناء التراكمي للانجازات، والاستفادة من المبادرات السابقة لضمان الوصول الى افضل النتائج، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، وهو الهدف الأسمى للإصلاح الاقتصادي، ما يستوجب الربط بين المشروعات التي ينفذها الصندوق وجيوب الفقر في المملكة، والتركيز على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك المشروعات الزراعية لإقامة صناعات تعتمد المحاصيل الزراعية..

جلالته وهو يؤكد أهمية الاستفادة من المنح الخليجية بالإسراع بتنفيذ المشروعات الرأسمالية، وتحسين البنى التحتية في المحافظات، ما يسهم بتوفير فرص العمل والحد من البطالة، دعا لربط احتياجات الدول المهتمة بالاستثمار في الأردن عند انشاء مدن صناعية.

ان اهتمام جلالة الملك بتطوير المحافظات ودعم الصندوق المخصص لهذه الغاية، ينبع من إيمان جلالته بضرورة ان يسير الاصلاح الاقتصادي مع الاصلاح السياسي فهما جناحا الوطن للاقلاع والتقدم والتطوير والتحديث.

وهذا يقودنا الى التذكير بأن جلالته هو القائد العربي الوحيد الذي رحب بالربيع العربي، باعتباره فرصة مناسبة لتجاوز العقبات، وتحقيق الديمقراطية والتعددية والإصلاح الشامل.

ومن هنا حرص وهو يقود مسيرة الإصلاح الى توعية المواطنين بأهمية الديمقراطية والتعددية والإصلاح التدريجي، كما فعلت الدول ذات الديمقراطية العريقة، فهو النهج الوحيد القادر على مراكمة الانجازات، وصولاً الى الحكومات البرلمانية والتي تجسد التداول السلمي للسلطة.

مجمل القول: اهتمام جلالة الملك بتنمية المحافظات، يؤكد صوابية رؤية جلالته، وسداد رأيه، فالإصلاح لا يتجزأ، ولن يتحقق إلا إذا رفرفت راياته على كل مناحي الحياة، وعلى كل موقع في الوطن من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، فإقامة المشاريع في كافة المحافظات تجسد عدالة توزيع المكتسبات، وتوفير فرص العمل للحد من الفقر الذي ينهش أهلنا في الأغوار والبوادي.

اهتمام جلالة الملك بالمحافظات رغم الأحداث الجسيمة التي تهز المنطقة من اقصاها الى اقصاها، يؤكد انه حريص على تنمية كل بقعة في الوطن، وعلى تحسين مستوى معيشة المواطنين وتقديم الأفضل لهم.

 (فأمّا الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). صدق الله العظيم...