يستحق الشعب السوري الذي يواجه آلة القتل والعنف من قبل النظام منذ أكثر من عامين ونصف العام دعما سياسيا وأخلاقيا يؤكد على ضرورة توفير الحماية للشعب السوري ويمنع استفراد النظام به.

لقد حملت جامعة الدول العربية النظام في سوريا المسؤولية عن جريمة قتل المدنيين بالكيماوي التي وقعت قرب دمشق الأسبوع الماضي إلا أن ذلك لا يكفي وحده فالشجب والإدانة لجريمة النظام لا توفران الحماية للشعب السوري وتمنعان عنه القتل.

لقد دعت دولة قطر المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الكاملة في حماية أبناء الشعب السوري من أي هجوم كيماوي أو غير كيماوي قد يشنه النظام السوري الظالم والجائر ضد أبناء شعبه وهو ما يقتضي الانطلاق والتحرك عربيا لنجدة الشعب السوري.

لقد تجاوز النظام السوري باستخدامه للسلاح الكيماوي وتدميره وإبادته للمدن والبلدات السورية وقتله عشرات الآلاف من السوريين على مدى أكثر من عامين ونصف العام كل الخطوط الحمراء وآن الأوان ليقف المجتمع الدولي بما فيهم العرب عند مسؤوليتهم التاريخية والأخلاقية لوقف النظام عن الاستمرار في ممارسة حرب الإبادة التي يشنها ضد شعبه.

إن تخاذل المجتمع الدولي عن توفير الحماية للشعب السوري واتخاذ إجراءات رادعة بحقه يشجع النظام على الاستمرار في حربه التي يخوضها بلا هوادة ضد الشعب السوري بما فيها تكرار استخدام الكيماوي وهي الجريمة التي قد تكون حصيلتها مستقبلا مرعبة أكثر من جريمة الغوطة قرب دمشق التي ذهب ضحيتها نحو 1500 مواطن سوري نصفهم من النساء والأطفال.

إن التوافق العربي على اتخاذ إجراءات لردع النظام السوري عن الاستمرار في جرائمه ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لحماية الشعب السوري أقل ما يمكن أن يقدمه العرب وتقدمه جامعة الدول العربية للشعب السوري في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سوريا والتي تواجه خطر التفكك والتقسيم بسبب جرائم وممارسات النظام التي فتحت الباب واسعا أمام التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسوريا بعد أن رفض الاستجابة لكل النداءات والمبادرات العربية والدولية لوقف القتل والعنف والاعتراف بمطالب وحقوق الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والتغيير والكرامة الإنسانية واللجوء إلى طاولة الحوار التي لا تستثني طرفا من الأطراف كمخرج من الأزمة في سوريا.