تَوالي اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك والتي تجري بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي وتَواصل منع المواطنين الفلسطينيين من الصلاة فيه والاعتداء عليهم يؤكد النوايا المبيتة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي والتي تسعى إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم وتهويد المدينة المقدسة من خلال هدم معالمها الإسلامية وتفريغها من المواطنين الفلسطينيين.

إن مسلسل منع دخول كافة المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك يعد ترجمة واضحة لما دعت إليه جماعات يهودية ونواب في اليمين الإسرائيلي خلال جلسة للجنة الداخلية بالكنيست قبل يومين، بمنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى في الأيام المقبلة التي تصادف الاحتفالات فيما يطلقون عليه "عيد العرش"، والسماح لليهود فقط بالصعود إلى ما يسمونه جبل الهيكل، فضلاً عن محاولة من سلطات الاحتلال لفرض أمر واقع يمكنها من تطبيق مخطط فرض تقسيم زماني للمسجد الأقصى ما بين المسلمين واليهود على غرار الأسلوب الذي اتبع من قبل في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة.

إن الرسالة الواضحة التي لا تحتمل اللبس التي يجب أن تعيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن المسجد الأقصى مكان أداء صلاة للمسلمين وليس لغيرهم وأن منع سلطات الاحتلال للمسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى يعد عدواناً عليهم وانتهاكاً لحقوقهم وحق حرية العبادة الذي تنتهكه سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

إن الاقتحامات المتواصلة التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون في حماية جيش الاحتلال وسلطته يصيب الأمة الإسلامية في أحد أعزّ وأقدس مقدساتها والتي رغم الظروف الصعبة التي تعيش فيها لن تسكت طويلاً على استمرارها وهي ستهب عاجلاً أو آجلا للدفاع عن مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.

من الواضح أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تستغل ظروف الأزمات التي تمر فيها الأمة العربية والإسلامية وحالة التردي والضعف التي أصابتها من أجل تمرير مخططاتها في تهويد المدينة المقدسة وطرد أصحابها الفلسطينيين منها وهو المخطط الذي إن تم سيشعل المنطقة برمتها.

إن مجلس الأمن الدولي بوصفه الجهة المسؤولة عن حفظ الأمن والسلم الدوليين مطالب بالنهوض بمسؤولياته وإجبار حكومة الاحتلال على وقف اعتداءاتها واعتداءات مستوطنيها على المسجد الأقصى ووقف محاولات تهويده أو تقسيمه.

إن الرهان الحقيقي يقع على عاتق الشعب الفلسطيني في القدس وفي داخل الخط الأخضر للدفاع عن الأقصى والشعب الفلسطيني، سيكون بلا شك على قدر المسؤولية للدفاع عن المسجد الأقصى لكن ذلك يحتاج من الدول العربية وشعوبها تقديم الدعم والمساندة المادية والمعنوية الحقيقية لتمكين الشعب الفلسطيني من الانتصار في هذه المعركة مع الاحتلال ومستوطنيه وعدم الاكتفاء بمواقف الشجب والاستنكار المعتادة.