رؤية ثاقبة لعالم أكثر عدلاً وأمناً واستقراراً

أكدت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى؛ أمام الدورة الـ 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الرؤية الثاقبة، والنظرة الاستشرافية، لسموه في معالجة القضايا الدولية الشائكة، والأزمات الإقليمية المستعصية، وفي مقدمتها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية ومسألة الربيع العربي، حيث نبه سموه قادة العالم إلى مايواجهونه من إشكاليات وتحديات سياسية متعلقة بالسلم والأمن وحل النزاعات بالطرق السلمية، إلى جانب مايواجهونه من إشكاليات وتحديات اجتماعية كقضايا الفقر والجوع والتنمية المستدامة، ولمعالجة كل ذلك جاءت كلمة سموه شاملة ومتكاملة في إطار ثوابت السياسة الخارجية القطرية الفاعلة والمتفاعلة مع المجتمع الدولي لمعالجة هذه الإشكاليات.

وفي المسألة السورية، أعرب سموه عن مايلج في عقول وأذهان الجميع، خاصة الذين يؤلمهم ما يعايشه الشعب السوري من قتل ودمار يومي، ولذلك لم يثر الشعب السوري لوضع الأسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية بل للتخلص من حكم الاستبداد والفساد، ولذلك تعود مسؤولية الإخفاق بفرض الحل السياسي في سوريا أساسا إلى عجز مجلس الأمن عن اتخاد القرار اللازم.

وحول القضية الفلسطينية، التي أخذت حيزاً كبيراً من خطاب سموه، كانت رؤية قطر واضحة، إذ على إسرائيل أن تعلم أن القهر وسياسة الأمر الواقع لا تصنع أمناً، مؤكداً سموه على أن قضية الشعب الفلسطيني قضية عادلة ولا بد من رفع الظلم التاريخي الواقع عليه.

ولعل الموضوع الأهم في هذا التوقيت بالذات، والذي قدم حضرة صاحب السمو، تحليلا دقيقا وموضوعيا له، كان ثورات الربيع العربي، التي يحاول البعض القفز على مكاسبها وتقويض ماحققته من مكاسب، وهذا أمر طبيعي ومتوقع من فلول الأنظمة المتضررة دائما من هذه الثورات، ولذلك تتمسك قطر برؤيتها وسياستها في دعم الشعوب العربية، ومكاسبها التي تحتاج إلى المزيد من النضال والتضحية، فهي كما قال سمو الأمير تواجه صعوبات تبدو وكأنها تعيد عقارب الساعة إلى الوراء. لكن إرادة الشعوب لاتكسر.
 

الأكثر مشاركة