مجلس الامن الدولي مطالب اكثر من اي وقت مضي ان ينحاز لعذابات الشعب السوري الاعزل الذي تمارس بحقه عمليات تصفية وحشية لاسابق لها بالتاريخ،فالنظام الذي اباد شعبه بالكيماوي لن يتواني عن ابادتهم باي اسلحة اخرى طالما حققت نفس الهدف.
على العالم ان لا يقبل فقط بنزع اسلحة النظام السوري الكيماوية بل عليه ان يوقف الة الحرب والقتل اليومية وايجاد حلول جذرية للازمة السورية ،وذلك لن يتم الا عبر اصدار قرار عبر مجلس الامن لمنع النظام السوري من استخدام الطيران الحربي ضد الشعب وإلزام النظام بفتح ممرات آمنة للاغاثة وان يكون القرار مشمولا بالفصل السابع الذي يضمن نقل السلطة،فنزع الاسلحة الكيماوية فقط لن يحقن دماء السوريين،ولن يأتي لهم بالحرية والكرامة .
على النظام السوري ان يعي ان اي اتفاق بين القوى الكبرى لفرض تسوية للازمة السورية لن يسقط حق الشعب السوري في محاكمة المجرمين بحقه وعلى رأسهم الاسد ،فالجرائم لن تسقط بالتقادم ولا من خلال اي تسوية،فالشعب الذي قدم اكثر من 100 ألف قتيل والذي تشرد في مخيمات اللجوء بدول الجوار وذاق مرارة التهجير لن ينسى ما فعله هذا النظام ،بل ستبقى مآسي هذا الشعب كوابس تطارد نظام الاجرام حتى يتم تحقيق العدالة.
الموقف القطري كان واضحا منذ بداية الازمة وهو الانحياز لمطالب الشعب السوري بالحرية والعيش بكرامة بعيدا عن هذام النظام الذي اضاع كل فرص الحل بصلف وقابل احتجاجات شعبه السلمية بالاجرام ،ذاك الموقف اكد عليه سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية امام الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء الشعب السوري في مقر الأمم المتحدة حيث اوضح انه رغم دعم دولة قطر للاتفاق بشأن السلاح الكيماوي السوري الا ان الاتفاق يبقى قاصرا ولا يرقى لآمال الشعب السوري الذي قدم جميع أنواع التضحيات من دماء وممتلكات طيلة عامين ونصف العام.
سعادته نبه الى ضرورة ان يكون الاتفاق حول الكيماوي السوري بديلاً عن إيجاد حل نهائي يحقق للشعب السوري تطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة وانتقال السلطة وفقاً لإرادة الشعب السوري.. كذلك من غير المقبول أن يقف هذا الاتفاق عائقاً أمام تقديم مرتكبو جرائم استخدام الأسلحة الكيماوية والمجازر الوحشية الأخرى إلى العدالة الجنائية الدولية".
ان ما يعيشه الشعب السوري من ظروف مأساوية غير مسبوقة لكفيلة بتحريك ضمائر الدول ذات القرار والتي تدعم نظام الاسد في اجرامه لكي تنزع عنه الغطاء وتجبره على وقف اجرامه ،فتلك الدول يجب ان تعي ان الانظمة ذاهبة لا محالة وتبقى فقط الشعوب المجروحة والتي لن تنسى التواطؤ مع الانظمة القمعية ضدها.