الأمل هو النافذة المفتوحة أمام الروح الإنسانية لمواصلة الحياة، وهو قطرات الندى التي تمنح الأزهار روعة التفتّح في استقبال الصباح، وحين تجفّ طاقة الأمل في الروح الإنسانية، تصبح الحياة خاوية بلا قيمة أو معنى، ومن هنا، يحرص أصحاب الأرواح الكبرى والقلوب النبيلة على نشر ثقافة الأمل في الحياة، ويُصرّون على أن يظلّ مصباح الأمل متوهّجاً داخل القلب الإنساني، لأنّهم يعرفون التأثير العميق لهذا الشعور حين يسكن الروح، ويطلق طاقاتها المكنونة، فالحياة بابٌ مغلق بدون شعاع الأمل الذي يخترق الجدران، ويضيء النفس الإنسانية، ويبعث فيها طاقة التجدد والشعور بروعة الحياة، وارتقاب الأمل الرائع الجميل، وهو ما عبّر عنه أبو الطيب المتنبي حين قال:

أُعلّلُ النفس بالآمال أرقبُها

ما أضيق العيش لولا فُسحةُ الأمل

في هذا السّياق من رعاية الروح الإنسانية التي تعاني في هذه المرحلة من جفاف ينابيع الأمل، يحرص صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، رعاه الله، على نشر ثقافة الأمل، والتأكيد على القيمة الفريدة لهذا الشعور الإنساني، الذي هو ضمانة الاستمرار في صناعة الحياة، وتمتلئ كتاباته الثمينة بهذا التوجه الروحي العميق، الذي يصرّ على ضخّ الأمل في الروح الإنسانية، لأنّ ذلك هو سبب السعادة والإيجابية، وهو ما يتجلّى واضحاً في كتابه الثمين «تأملات في السعادة والإيجابية»، الذي يحتفي بصناعة الحياة السعيدة، من خلال فكرة الأمل وطاقة العمل، وها هو لا يزال يبثّ طاقة النور والأمل في هذا الميدان النادر، الذي قد يغفل عنه الساسة والقادة، إيماناً منه بأنّ الإنسان هو الهدف الأسمى للتنمية، وأنّ العناية بروحه وطاقته الشعورية، هي واحدة من أفضل السُّبُل للارتقاء به، وتفعيل طاقاته وقدراته المبدعة.

وتعزيزاً لشعور الأمل داخل مسارات الحياة، نشر صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، تغريدة في غاية العمق والروعة والجاذبية، تحدث فيها عن ارتباط الحياة بالأمل، وأنّ انطلاق دورة الحياة مرهونة بوجود طاقة الأمل داخل الروح الإنسانية، وأنّ واجب القادة المتنوّرين، هو البحث عن صُنّاع الأمل، معلناً سموّه عن فتح باب الترشيح لصُنّاع الأمل، في سبيل نشر الإيجابية والشعور الصادق بالتفاؤل والرغبة في صناعة الحياة.

«يحيا الإنسان بالأمل، وتنطلق المجتمعات للحياة بناءً على قوة الأمل، وتهون أصعب التحدّيات أمام أمل حقيقي»، بهذه الكلمات المعدودة المرصوفة مثل حبّات اللؤلؤ في عقد ثمين، افتتح صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد هذه التغريدة الاستثنائية، مؤكِّداً على أنّ الحياة تستمدّ وجودها من وجود الأمل، وأنّ غياب الأمل يعني أفول شمس الحياة، يستوي في ذلك الأفراد والمجتمعات والحضارات، فالمجتمعات إنما تنطلق نحو أهدافها الكبرى، اعتماداً على قوّة الأمل، وهذه الحقائق قد عايشها صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، عبر مسيرته المظفّرة في بناء الدولة، فقد واجه أعتى الصعوبات بسلاح الأمل الحقيقي، وهو حين يتحدّث عن الفاعلية الكبرى للأمل، فهو يتحدث عن خبرة متجسّدة في حياته العملية، وليس مجرّد أفكار مثالية، تنطلق من النظرية وتعود إليها.

«عندما ينشر البعض اليأس والإحباط في منطقتنا، ننشر نحن التفاؤل والأمل»، في هذا المقطع من كلام صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، تأكيد على التمايز الجوهري العميق بين نظرتين للحياة، نظرة تقوم على التشاؤم ونشر ثقافة الإحباط، والأخرى مفعمة بالحياة والأمل، تُعاين الحياة من خلال منظور التفاؤل، وصاحب السموّ إنسانٌ عميق القناعة بأنّ الإنسان العربي بحاجة ماسّة إلى الشعور بالأمل والتفاؤل، وهو ما كتبه في كتابه آنف الذكر «تأملات في السعادة والإيجابية»، حيث أكّد على أنّه لا توجد منطقة في العالم بحاجة للسعادة والإيجابية أكثر من منطقتنا العربية، لأنّ هناك قدراً كبيراً من التشاؤم نجده مبثوثاً في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولذلك، يتساءل سموه قائلاً: إذا سيطر التشاؤم على المراهقين والشباب، فما المستقبل الذي ينتظر هذه المنطقة؟.

«في كلّ قرية وفي كلّ مدينة، هناك أناسٌ نذروا أنفسهم لصناعة الأمل في مجتمعاتهم، ونشر الخير في بلادهم، وبذل المعروف لمن حولهم، نبحث عنهم، لنكرمهم ونقدّرهم، ولنصنع قدوات ونماذج منهم للجميع»، ولكيلا تبقى فكرة الأمل مجرّد فكرة نظرية، يؤكِّد صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، على أنّ هناك الكثير الطيب من الأشخاص الذين نذروا أنفسهم وطاقاتهم لفعل الخير، ونشر الشعور الصادق بالأمل، وينشرون فعل الخير، ويبذلون المعروف لمن يحيط بهم من المحتاجين، فعن هؤلاء الناس يبحث سموه، من أجل إكرامهم وتقديرهم، كنماذج إنسانية متميزة، يستحقون مقام القدوة داخل الحياة الاجتماعية.

«نطلق بحمد الله دورة جديدة من «صُنّاع الأمل»، نبحث عنهم في كلّ مجتمع، وفي كلّ قرية وحَيّ، لنحتفي بهم، ويتفاءل بهم الناس».. في هذا المقطع من كلام صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، تأكيدٌ على مواصلة المسيرة في مبادرة «صنّاع الأمل»، التي أطلقها سموه عام 2017 م، كواحدة من أكبر المبادرات الإنسانية المجتمعية، التي تحتفي بالقمم الإنسانية المعطاءة في الوطن العربي، ممن يبذلون جهوداً صادقة في سبيل مواجهة التحديات التي تواجه مجتمعاتهم، وفي دورتها السّابعة، يعلن صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، عن مواصلة البحث عن هذه النماذج النادرة، للاحتفاء بها، وتقديمها نماذجَ تستحقّ الحفاوة، بسبب روح التفاؤل التي ينشرونها بين الناس، مؤكِّداً سموه على فتح باب الترشيح لمن يجد في نفسه حبّ فعل الخير، أو يعرف من يتّصف بهذه الصفة الإنسانية النبيلة.

«ونسأل الله أن يوفّقنا دائماً لنشر التفاؤل والإيجابية والأمل بغدٍ أفضل في منطقتنا، التي عانت الكثير»، ثمّ كانت هذه الخاتمة الإنسانية، بالدعاء لله العلي الكبير، أن يوفّق هذه الجهود الخيّرة الساعية في نشر ثقافة الخير والأمل في هذه المنطقة، التي عانت كثيراً من مشاعر الإحباط والتشاؤم، وما زالت بحاجة ماسّة إلى هذه المبادرات المتميّزة التي تضخّ طاقة الأمل في النفوس، وتمنح القلوب مزيداً من الرغبة في حياة جديدة، تليق بالإنسان الباحث عن المعنى العميق لإنسانيته وكرامته.