منذ إنشائها ودولة الإمارات تمثل النموذج الأنسب للمجتمع المتكاتف المنتمي لزمانه ومكانه، المجتمع غير المنكفئ على ذاته، الذي هو على صلة بمحيطه وبمجتمعات العالم كافة. دولة الإمارات استطاعت خلال عقودها الخمسة أن تبرز كدولة ناجحة، فمن الناحية السياسية هي دولة لا فيدرالية ولا كونفدرالية، بل دولة استقت مقومات تكوينها من طبيعة المجتمع، واستطاعت أن تجمع كل مقومات النجاح وتبرز كنموذج سياسي متميز.
اقتصادياً، استطاعت دولة الإمارات أن تنحو منحى اقتصادياً متميزاً وفريداً قائماً، ليس فقط على التكامل الاقتصادي، ولكن أيضاً في تبني وتنفيذ مشاريع عملاقة اقتصادية ضخمة، ضمنت لها الاستدامة والنمو، وأن تصبح في فترة قياسية قوة إقليمية اقتصادية واعدة، هذا النجاح أهلها لكي تدخل حقل المنافسة مع الكبار، وأن تصبح دولة نماء ورفاهية.
النجاح السياسي والاقتصادي عادة ما يقود إلى الاستقرار والازدهار المجتمعي، وينعكس على صورة ذلك المجتمع في الداخل والخارج، وهذا ما حدث في الإمارات التي سنت التشريعات والقوانين كافة التي تجرم العنصرية والتفرقة بين الطوائف والأعراق، وتبنت التسامح.
ورحبت بالقادم إليها بحب وتقبل. وسرعان ما جذبت الدولة ملايين الأفراد الذين اختاروا الإمارات للعيش والعمل، فقد وفرت لهم الدولة المستوى المعيشي اللائق والحياة الإنسانية الكريمة دون تمييز أو تفرقة. وبرز ت دولة الإمارات بوصفها نموذجاً عصرياً قابلاً للتطبيق في مجتمعات أخرى، فهي تنعم بالأمن والأمان والاستقرار، وبصورة عالمية مشرقة.
دولة الإمارات نجحت في التعايش السلمي والاجتماعي، وتطورت اقتصادياً لتصبح ثاني أقوى اقتصاد خليجي، إضافة إلى بروزها السياسي كنموذج نجح في التعاطي بإيجابية مع محيطه العربي والإقليمي والعالمي.
البعض يدعي أن نموذج الإمارات قد ولد في بيئة جغرافية مغايرة لمحيطها، واعتمد عند ظهوره على اقتصاد نفطي قوي، لكن هذا الادعاء جدلي، فاتحاد الإمارات ظهر وتطور في منطقة لم تعرف الوحدة السياسية من قبل، بل عانت من التشرذم والضعف. اقتصادياً عانت من الكفاف، كونها لم تولد دولة بترولية غنية، ولم تعتمد في تطورها ونمائها على النفط وحده، بل طورت من ذاتها ومن أدواتها السياسية والاقتصادية لتصبح اليوم على ما هي عليه.
تقدم الدولة اليوم نموذجاً رائداً يُحتذى في تنويع اقتصادها، وعدم الاعتماد فقط على مساهمات القطاعات النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، بل والاتجاه نحو التوسع في القطاعات غير النفطية والمستقبلية من خلال مبادرات تعزز التنوع الاقتصادي.
وتحققت الانجازات في مجال استقطاب أقوى الشركات العالمية العاملة في العديد من المجالات، كالقطاع السياحي والعقاري، وتجارة التجزئة، والاكتتابات والإدراجات التي شهدتها أسواق المال، وجذب المستثمرين.
طبيعة الإمارات المنفتحة والمتسامحة جعلتها مقصداً من جميع مناطق العالم، حيث أصبحت اليوم فسيفساء عالمية في صورة جاليات من 200 جنسية اختارت الإمارات موئلاً ومقاماً.
انفتاح الإمارات شمل أيضاً الانفتاح الدولي في صورة تعاون مع كل المؤسسات الدولية الفاعلة بكل أشكالها، الإنسانية والقانونية والتنموية، وأصبحت اليوم بفضل السياسات الحكومية أكبر مانح دولي للدول المحتاجة.
كما استطاعت تنويع قاعدتها الاقتصادية، الأمر الذي ضمن لها التقدم والنمو والاستدامة. كما تقدمت الإمارات في مجالات غير مسبوقة عربياً وإقليمياً، كصناعة الفضاء مثلاً. النموذج الإماراتي المتميز أصبح منارة عالمية يشار لها بالبنان.