أحاديث نبوية كثيرة وردت في فضل بلاد الشام، مثل قول الرسول عليه الصلاة والسلام: إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله.
ومنها أيضاً حديث: الشام أرض المحشر والمنشر.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه. وفي الحديث الصحيح: يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين، بأرض يقال لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ.
نعمت البلاد إذا كان الرسول أخبر عن فضلها وأوصى بحبها، ونعمت البلاد إذا كانت عزيزة كبلاد الشام، وبالمناسبة فإن الشام إذا أطلقت عند أهل الشام فإنها هي دمشق.
ولقد أحسن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، القول عندما عنون رائعته الشعرية الجديدة «دمشق»، التي منذ فجر التاريخ، هي أرض الله الغالية، وهل مدح الرسول أرضاً كأرض غوطة دمشق التي هي جنة الله في أرضه؟
أجل ومثل هذه البلاد حريّة بأن يعشقها قلب الشاعر الكبير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لدرجة أنه قصر وجد القلب على شعب سوريا، وقصر حبها على دمشق أولاً وآخراً عندما قال:
شعب سوريا له في القلب وجد
ودمشق حبها قبل وبعد
لم لا؟ وهو يعرف ماذا تعني الشام لنا، وماذا يعني قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «بارك الله في شامنا...»؟
نعم نعم... الشام صنعت التاريخ، ودمشق هي عاصمة الخلافة الأموية التي لولاها لما فتحت الأندلس بكاملها، ولقد امتدت حدود دولة بني أمية إلى أطراف الصين شرقاً وجنوب فرنسا غرباً في عهد هشام بن عبدالملك.
أشهد أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قارئ نهِم، وشاعر فهِم، لقد قرأ تواريخ الأمم والملوك، وعرف مَن هم صناع المَجد عبر التاريخ، فهو اليوم عندما يرجو حياة سعيدة لأهل الشام يتذكر أولئك الخالدين في كل العصور ولا مُستحق غيرهم، فكثير من الناس يدعون حب الناس، لكنهم والله هم الهاربون الفارون من قلوب الناس.
وبلاد الشام هذه ستبقى محفوظة ومحروسة بإذن الله بفضل دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لها ولأهلها.
إن أبيات الشاعر الكبير، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي يناصر دوماً الشعوب، أرسلت برقيات سريعة إلى أهل سوريا لتطمأنهم أنهم في أمان، وأيضاً إلى الدنيا كافة.
فما علينا من الأفراد الذين إن أحسنوا أحسنوا إلى أنفسهم، وإن أساؤوا فقد أساؤوا إلى أنفسهم، والتاريخ حافل بأخبار الشجعان والجبناء، وعلى الناس أن يتعظوا، بل على الشعوب أن لا يقنطوا من رحمة الله.
ومن الراسخ على الدوام أن دولة الإمارات، الدولة الخيرة المحبة بفضل الله ثم بما رسخه القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، هي دائماً أول من تمدّ يد العون إلى الأشقاء وقت المحنة والشدة، لذلك لا يستغرب من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أن يعبر عما يجيش في صدره تجاه دمشق الحبيبة، في قصيدته فيقول:
سكنت روحي ودامت سكناً
من هواها صنع التاريخ مجد
كل ما نرجوه يحيا أهلها
في أمان عيشهم خير وسعد
حفظ الرحمن أرض الشام من
فتن ليس لها في الأرض حد
ويختم أبياته بقوله:
والإمارات ستبقى سنداً
يدعم الإنسان فيها ويجد
وقد أراد سموه بذلك أن يعبر عن دولة الإمارات حكومة وشعباً، فعاشت دولة الإمارات التي تقف مع الإنسان، وليس كل إنسان، فخورة بقيادتها المحبة للسلام، وعاش صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الشاعر الشهم الذي ينبض قلبه بحبّ الشعوب، فيقف معها في محنتها، إيماناً منه بالرسالة الإنسانية التي يحملها ولطالما تغنى بها في تغريداته الخالدة.