«نحن في سباق إلى يوم الدين مع العالم كلّه» بهذه الكلمات الثمينة المعدودة يلخّص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، طبيعة التفكير السياسي والإداري في دولة الإمارات العربية المتحدة، هذه الدولة الزاهرة التي مضى على طلوع شمسها ثلاثة وخمسون عاماً حقّقت خلالها من الإنجازات ما بلغت به مصافّ الدول المتقدمة، واستحقّت عن جدارة واستحقاق أن تكون في الصف الأوّل بين دول العالم المتقدّم حين أبدعت هويّتها الوطنيّة الخاصة بها، وأشرعت نوافذها على العالم المتحضر، وسلّحت أبناءها بالعلم والمعرفة، واستثمرت مواردها بما يعود عليها بالنفع ويحقّق لها هذا الحضور الكبير بين جميع دول العالم، حضوراً حصّلته بعرق جبين أبنائها، وحكمة قادتها وشجاعة القائمين على شؤونها، ليصبح الزمن بالنسبة إليها هو رأس المال والاستثمار والربح الحقيقي في مسيرة بناء هذه الدولة الزاهرة التي خطّت إنجازاتها في صفحة المجد والخلود التي تحتفظ بكلّ ما ينجزه الإنسان الذي يحتفي بالحياة، ويُمدّها بأسباب القوة والنماء والازدهار.
وتعبيرًا عما تنعم به دولة الإمارات من نعمة الأمن والازدهار والتقدم تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وما يتمتع به شعبها من كرم العيش والحياة، وما يكتنف حياته من مظاهر البهجة والسرور، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قصيدة بديعة زاهرة الألفاظ والمعاني على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي منحها عنواناً رائقاً يلخص روعة الشعور بالزمن والحياة حين سمّاها «السنين المُزهرات» أبدع فيها على المعهود من عادته في تصوير مشاعر القائد الذي يحمل في جوانحه قلباً يفيض بحبّ الوطن والولاء له، لتكون هذه القصيدة صِنْوَ الكثير من القصائد الجميلة التي كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في حبّ الوطن، رَقْماً باهر الجاذبية في دفتر الوطن الذي يستحق هذا الحبّ الكبير من قلب هذا القائد الكبير.
يا خواتيمْ السنينْ المزهراتْ
روضْ دولتنا إمتلا وردْ وزهورْ
نحنْ معتادينْ صنعْ المعجزاتْ
يومْ باقي الناسْ ماتقدرْ تثورْ
بهذا المطلع المتألّق بألفاظه ومعانيه يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه القصيدة الجميلة التي كتبها في وداع العام المنقضي، مفتتحًا قصيدته بحرف النداء الذي هو من وسائل الشعراء في نداء الأشياء القريبة من القلب، مُسبغاً على هذه السنة الماضية وصف السَّنة المزهرة وأنّها كانت خير ختام لهذه السنين المزهرة بالحبّ والعطاء، وأنّ عطاءها جعل روض الوطن يمتلئ بالزهور والورود التي تحكي قصة الحياة السعيدة في ربوع هذا الوطن السعيد، والذي اعتاد بتوجيه من قيادته أن يصنع المعجزات ويقهر المستحيلات في الوقت الذي يعجز فيه الناس عن تحريك الساكن، وإنجاز شيء يستحق أن يكون دليلاً على حضورهم في هذه الحياة فوق هذا الكوكب الهادر بكلّ ما يمنح الحياة روعتها وجمالها حين نستجيب لنداء الحياة وننخرط بكل قوة في صنع مَجدنا، ونكتب قصتنا بأحرف العطاء في سجلّ الشعوب الحية القوية المعطاءة.
ما نسوِّي للورا أيْ إلتفاتْ
سيرنا جدَّامْ وافينْ الشِّبورْ
شعبنا يحيا بهنا أحلىَ حياتْ
راضيْ ومرتاحْ في أمنْ وحبورْ
إنّ من يريد التقدم هو الذي لا يلتفت إلى الوراء التفاتَ ترددٍ ونكوص، بل هو دائم النظر إلى المستقبل يرقب الطريق بعيون الصقر، ويتقدّم الجموع ويقتحم الصِّعاب ويسير بخطى ثابتة إلى الأمام سيراً حثيثاً متواصلاً غير ناظر إلا إلى أهدافه التي ستحقّق للشعب أفضل أنماط الحياة، حيث تشيع روح الحبور والسرور بين أبناء الوطن، ويغمرهم شعور صادق بالرضا والارتياح حين يقطفون ثمرة سعيهم وكفاحهم في هذه الحياة، فينعمون بالأمان ويجدون في وطنهم الظل الظليل والخيمة الكبرى التي تحتضنهم وتقيهم من عاديات الزمان ومصارع السوء والخراب.
وكلْ عامْ يمرْ نصنعْ أمنياتْ
وللمحبِّهْ نفتحْ قلوبْ وصدورْ
ما علينا شَيْ م الأفراحْ فاتْ
ولا تهيِّجنـا تـفـاهـاتْ الأمـورْ
ويسترسل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في تصوير مظاهر الحياة السعيدة في ربوع هذا الوطن السعيد بقيادته وأبناء شعبه، فيؤكِّد أنّ كلّ عام يمرّ يتمّ فيه تحقيق المزيد من الأمنيات التي تلبّي رغبات هذا الوطن وطموحات أبنائه، وهم الحريصون على أن تظل قلوبهم معمورة بالمحبة للآخرين، لا يختزنون الحقد في قلوبهم الطيبة الأصيلة، ويفتحون صدورهم النبيلة لكلّ من يستحق الحب، فهم يعيشون حالة فرح تامة لا ينقصها شيء بحمد الله تعالى، وهم أصحاب العقول الرجيحة والمناقب الرشيدة، فلا يلتفتون إلى سفاسف الأمور ولا يطلبون من الأمور إلا معاليها.
ومنْ يعادينا فمالهْ منْ نجاتْ
ويلهْ منْ جندٍ عزايمهمْ تفورْ
وعندنا قايدْ عطا شعبهْ ثباتْ
هوُ جبلنا وحولهْ الدِّنيا تدورْ
إنّ كرم أخلاق أبناء الإمارات، وتغاضيهم عن هفوات الآخرين لا يعني إطلاقاً أنّ أخلاقهم الطيّبة هي أخلاق الضعفاء، بل هم فرسان الشدائد والنزالات حين يقصدهم أحدٌ بالأذى، فمن يفكّر في نَصب العداوة لهم فهو الذي يجني على نفسه، فإنّ هناك رجالاً أشاوس هم له بالمرصاد تفور عزائمهم دفاعًا عن كرامة وطنهم، وهم يسيرون خلف قائد شجاع علّم شعبه معنى الثبات على الحق، وعدم طأطأة الرأس لغير ربّهم، فهو كالجبل الراسخ، والناس من حوله تدور اعترافًا بقدره، وإكباراً لقيادته.
نعمْ بوخالدْ وحيدٍ في الصِّفاتْ
حرْ نادرْ تتبعَهْ كلْ الصِّقورْ
عامْ مَرْ بخيرْ وأفراحْ ونباتْ
وعامْ داخلْ بالرِّضا ونعمِهْ ونورْ
فيهْ نسعىَ بعزمنا للشامخاتْ
وكلْ عامْ ودولتيْ دارْ السِّرورْ
ثمّ كانت هذه الخاتمة المتوهّجة بالحبّ لهذا الوطن وقيادته الحكيمة، حيث أكّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أنّ قائد هذا الوطن هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يتمتع بشخصية قياديّة نادرة تجمع بين المناقب العسكرية والإدارية، فهو صقر الوطن بين رجال الجيش، وهو رجل السياسة الشجاع الحكيم بين كبار القادة على مستوى العالم، مستعرضاً ما فاضت به السنة الماضية على هذا الوطن الجميل من صنوف الخيرات ومعالم الأفراح والمسرات، مؤكِّداً على أنّ العزيمة القوية ماضية نحو الذرى الشامخات لتحقيق أعظم الأمنيات، داعيًا لهذا الوطن الذي يستحقّ كلّ هذا الحبّ من أبنائه بأن يظلّ رافلاً في ثياب العزّ والمجد والسُّرور، لتظلّ دولة الإمارات سائرة بعزيمة قوية في طريق العزّ والتمكين بقيادة هؤلاء الصقور الأفذاذ المخلصين.