7x7

معجزة الاقتصادي يوسف عليه السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

أبرز الاقتصاديين، خلد ذكره كرمز اقتصادي وحامل رسالة السماء هو الكريم ابن الكريم ابن الكريم (ابن الكريم) يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم. فقد قال هذا النبي الاقتصادي عليه السلام بعدما بين كيفية إدارة عملية العرض والطلب وإدارة خزانة الدولة، المبين بقوله تعالى: {قَالَ جْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ لأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} وقال القرطبي فيها أربعة مسائل.

الأولى: في التفسير.. إني حاسب كاتب؛ وأنه أوّل من كتب في القراطيس. وقيل: «حَفِيظٌ» لتقدير الأقوات «عَلِيمٌ» بسنين المجاعات.

الثانية: قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: مصر خِزَانة الأرض؛ أما سمعت إلى قوله: «جْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ» أي على حفظها.

الثالثة: ودلّت الآية أيضاً على جواز أن يخطب الإنسان عملاً يكون له أهلاً: فقد روى مسلم عن عبدالرحمن بن سَمُرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبدالرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكِلْت إليها وإن أُعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها".

فالجواب: أوّلاً: أن يوسف عليه السلام إنما طلب الولاية لأنه علم أنه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم فرأى أن ذلك فرض متعين عليه. الثاني: أنه لم يَقل: إني حسيب كريم، ولا قال: إني جميل مليح، إنما قال: «إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ» فسألها بالحفظ والعلم، لا بالنسب والجمال. الثالث: إنما قال ذلك عند من لا يعرفه فأراد تعريف نفسه، وصار ذلك مستثنى من قوله تعالى: «فَلاَ تُزَكُّوا أنْفُسَكُمْ».

الرابعة: دلّت الآية أيضاً على أنه يجوز للإنسان أن يصف نفسه بما فيه من علم وفضل؛ قال الماورديّ: وليس هذا على الإطلاق في عموم الصفات، ولكنه مخصوص فيما قترن بوصله، أو تعلق بظاهر من مكسب، بما ليس فيه من تزكية ومراءاة، ولو ميزه الفاضل عنه لكان أليق بفضله؛ فإن يوسف دعته الضرورة إليه لما سبق من حاله.

لا نغفل أبداً عن دور صاحب العمل وكيفية علاقته مع المدير المالي، وخاصة بالشرق الأوسط هذه العلاقة المهملة وغير الناضجة. فكما قال الملك صاحب العمل إلى يوسف وإلى باقي موظفيه؛ {وَقَالَ لْمَلِكُ ئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِى} أجعله خالصاً لي دون شريك وهذا الكلام موجه للموظفين الآخرين، {فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ} له {إِنَّكَ لْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ} ذو مكانة وأمانة على أمرنا، فماذا ترى أن نفعل؟ وهذا الكلام للمدير المالي يوسف عليه السلام.

ختاماً نستخلص من قصة صاحب رسالة السماء واقتصاد الأرض إن كان الرجل المناسب في المكان المناسب لا تخشى الأزمات. هذا وإن كان مديرك المالي ليس كُفؤاً والعلاقة غير صحيحة مع صاحب العمل، إذاً تستحق ما سيحدث لك وبشركتك.

Email