لقد ركز الرئيس الأميركي أوباما حملته الانتخابية على فكرة السماح له بإنهاء المهمة. هناك بالتأكيد الكثير من العمل الذي يتعين استكماله. فلا يزال الرئيس أوباما لديه الفرصة ليكون شخصية تحويلية. أو بشكل أكثر دقة، فهو لديه القدرة على أن تكون لديه رئاسة تحويلية، لأنه، كما قال مراراً وتكراراً، فإن إحداث التغييرات التي تحتاجها أميركا سوف يتطلب المشاركة الفعالة من الجميع.

وهو موضوع طرحه في خطاب القبول الذي ألقاه في مؤتمر الحزب الديمقراطي هذا العام، عندما قال: "الطريق الذي أقدمه... سوف يتطلب جهداً مشتركاً وتقاسماً للمسؤولية.. إذن كما ترون، فإن الانتخابات التي جرت قبل أربع سنوات لم تكن تدور حولي، وإنما تدور حولكم. إخواني المواطنين. لقد كنتم أنتم التغيير... لديكم القدرة على التحرك قدماً".

هناك طريقة واحدة لتفسير هذه النصائح بوصفها انعكاساً للاستجابة من قبل فرنكلين روزفلت لمجموعة من القيادات العمالية التي طالبت بالإصلاح، بقوله: "إني أتفق معكم، أريد أن أفعل ذلك، والآن أجعلوني أفعل ذلك".

خلال الحملة، كان ينظر للانتقادات البناءة للإدارة من قبل بعض الديمقراطيين بوصفها تعزيزاً للجانب الآخر. حسناً، سواء كنتم تتفقون مع هذا المسار من التفكير أم لا، وأنا بالتأكيد لا أتفق معه، فقد بات الآن أمراً منتهياً. لقد انتهت الانتخابات. فالتشكيك في سياسات أوباما والتحدث بذلك علناً لن يؤدي إلى تولي رومني الرئاسة. لكن يمكن أن يساعد على جعل رئاسة أوباما تحويلية بالقدر الذي لديها من الإمكانيات لتكون كذلك.

وليس هناك أي عذر على الإطلاق لعدم القيام بما طلبه منا رئيسنا نفسه، وهو الوفاء بالتزاماتنا كمواطنين والانخراط في العمل الحكومي الشاق والضروري. وإليكم قائمة جزئية من هذه القضايا:

حبس الرهن: للتعامل مع أزمة السكن في عام 2009، أعلن الرئيس أوباما برنامج تعديل السكن بأسعار معقولة بقدر كبير من الجلبة. مع تخصيص ميزانية بقيمة 50 مليار دولار، كان الهدف من هذا البرنامج هو مساعدة 9 ملايين شخص على الإفلات من حبس الرهن عن طريق خفض مدفوعات الرهن العقاري الخاصة بهم.

الطائرات الموجّهة عن بُعد: بينما احتشد عشرات الملايين من الأميركيين لكي يحتفلوا بنتائج الانتخابات الرئاسية، كان الناس في قرية باليمن يبحثون بين الأنقاض عن حطام ما يبدو أنه كان هجوماً آخر بطائرة موجّهة عن بُعد. فهل قتل مدنيون جنباً إلى جنب مع مسلحين؟ وهل كان المسلحون المفترضون فعلاً مسلحين؟ إننا لا نعرف حقاً لأن الإدارة لا تكاد تعترف بوجود برنامج للطائرات الموجّهة عن بعُد.

السجون: كتب آدم غوبنيك في مجلة "نيويوركر" الأميركية مقالة تستحق القراءة، يقول فيها: "السجن الجماعي على نطاق لم يسبق له مثيل تقريبا في تاريخ البشرية هو الواقع الأساسي في أميركا اليوم، ولعله الواقع الأساسي كما كان الرق هو الواقع الأساسي في عام 1850".

في الحقيقة، هناك المزيد من الرجال السود في قبضة نظام العدالة الجنائية، سواء في السجن أو تحت المراقبة أو قيد الإفراج المشروط، أكثر مما كانت عليه الحال خلال فترة الرق حينئذ". ويخلص إلى القول: "إن مدى السجون الأميركية ووحشيتها يشكّلان فضيحة أخلاقية في الحياة الأميركية".

الحرب على المخدرات: أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الولايات المتحدة دولة سجن في الحرب الكارثية والقاتلة والمدمرة على المخدرات، وهي الحرب التي لم تحظ بأي إشارة خلال الحملة الرئاسية. فعلى الرغم من أنها حتى لو حظيت بهذه الإشارة، لكان من المحتمل ألا تشكل الكثير من النقاش.

يقول إيثان نادلمان، وهو المدير التنفيذي لاتحاد سياسات المخدرات: "الخيار، بالنسبة لمن يهتم منا بقضايا الحرب على المخدرات، بين أوباما ورومني، هو الاختيار بين خيبة أمل وكارثة". أو كليهما، لأنه خلال السنوات الأربعين الماضية كلفت هذه الحرب الكارثية أميركا حوالي تريليون دولار.

تغير المناخ: حسبما كتب توم زيلر في موقع "هافبوست"، كانت هذه أول حملة منذ عقد الثمانينات من القرن الماضي، التي لم يطلب خلالها من أي من المرشحين أي شيء بشأن تغير المناخ في مناظرة أو أن أيا منهما بادر بطرحها بنفسه. وبطبيعة الحال، فإن حتى لو أن المرشحين ولا وسائل الإعلام لم ترد مناقشة قضية تغير المناخ، فإن الطبيعة دفعت بالقضية إلى النقاش العام في صورة الإعصار ساندي.

التصويت: بدقة شديدة، يقول الرئيس الفائز كل أربع سنوات إنه سيفعل شيئاً بشأن تحسين نظام التصويت في الانتخابات. فالرئيس ذكر مشكلات التصويت في خطاب الفوز، عندما وجّه الشكر لجميع الذين صوتوا "سواء قمتم بالتصويت لأول مرة، أو انتظرتم في الطابور لفترة طويلة جدا". ثم ارتجل قائلاً: "وبالمناسبة، علينا أن نصلح ذلك". وهذه هي المشكلة فحسب. نظامنا في التصويت بأكمله عبارة عن سلسلة من الارتجالات. ولكن لكي نصلحه حقاً فسوف يتطلب أكثر من التعليق المرتجل كل أربع سنوات.

في خطابه بالفوز، قال الرئيس: "سواء كسبت أصواتكم أم لا، فقد استمعت إليكم، وتعلمت منكم، وقد جعلتموني رئيساً أفضل". والأمر متروك للمواطنين ألا ينتخبوا الرؤساء فحسب ولكن أن يجعلوهم رؤساء أفضل.