قرن المعجزات

خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى و بل أيده ربه جل جلاله بقوله ان هو الا وحي يوحى.

فكل من في رأسه خزعبلات المنطق و الفلسفة و قياس رأيه في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسلمين او غير المسلمين، نقول له كلفت نفسك ما لا طاقة لك به فعقلك عاجز و علمك ناقص ، وفهمك قاصر.

هذا القرن الذي شهد ولادة خير البشر، وشهد كيف كانت سيرته قبل النبوة، وكيف كانت معجزاته الأخلاقية و السماوية ، وشهدت كيف كان يتحنث الليالي ذوات العدد بغار حراء يتبتل الى الله جل جلاله، وشهدت كيف كان نزول الحق عليه بغار حراء وما حدث له من فزع، وشهد كيف تكون الزوجة الصالحة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها مع زوجها.

قرن شهد كيف يكون الرجل الصالح العالم أمثال ورقة ابن نوفل في رحلة البحث عن الله بفترة انقطاع الرسل و ظلمة العقائد، وشهدت كيف كان هذا الرجل الصالح عونا لسيد البشر ليعرفه ان ما يمر به الآن هو الناموس الأكبر الذي كان تنزل بالرسالات على ابراهيم وموسى وعيسى، وانه الرسول المنتظر المبشر به في الرسالات القديمة.

قرن شهد بعثة الهادي وتشريفه بالنبوة و تكليفه بالرسالة، وما كان من أحداث دعوته في مكة، وشهد هذا القرن حدث الإسراء والمعراج الذي نعيش ذكراه في هذه الأيام.

لنعلم ان العالم الحسي الأرضي الذي نعيشه متصل بالعالم السماوي الغيبي. قرن شهد اجتماع الرسول صلى الله عليه وسلم مع من سبقه من الرسل والأنبياء عليهم السلام و كان هذا الاجتماع فيه تتويج خاتم الانبياء بأن يصلي بهم إماماً لرسل رب العالمين.

قرن شهد معراج الرسول صلى الله عليه وسلم الى السماء، وجاء بخبر الملأ الأعلى الى اهل الارض، وما كان له صلى الله عليه وسلم من درجة و مكانة إذ يغشى السدرة ما يغشى.

 وكان من أمر فرض الصلاة و نقاشه مع موسى عليه السلام جزاه الله عنا خير في أمر تخفيف الصلاة ، و وصلنا سلام سيدنا ابراهيم الذي قال يا محمد ، أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر.

و من جميل ما جاء في رحلة الإسراء عن أنس بن مالك ، قال : لما جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق وسار رسول الله ، فإذا هو بعجوز على جانب الطريق ، فقال : " ما هذه يا جبريل ؟ قال له : سر يا محمد ، فسار ما شاء الله أن يسير فإذا شيء يدعوه متنحيا عن الطريق يقول : هلم يا محمد ، فقال جبريل : سر يا محمد .

فسار ما شاء الله أن يسير ، قال : فلقيه خلق من الخلق ، فقالوا : السلام عليك يا آخر ، السلام عليك يا حاشر .

فرد السلام ، فانتهى إلى بيت المقدس ، فعرض عليه الماء ، والخمر ، واللبن ، فتناول اللبن ، فقال له جبريل : أصبت الفطرة ، ولو شربت الماء لغرقت أمتك وغرقت ، ولو شربت الخمر لغويت وغوت أمتك .

ثم بعث له آدم فمن دونه من الأنبياء ، فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، ثم قال له جبريل : أما العجوز فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي من عمر تلك العجوز ، وأما الذي أراد أن تميل إليه ، فذاك عدو الله إبليس ، أراد أن تميل إليه ، وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم ، وموسى ، وعيسى .

وجاء في المعراج بتفسير{ عِندَ سِدْرَةِ لْمُنتَهَى } عن عبد الله قال: لما أُسْرِيَ برسول الله صلى الله عليه وسلم نتهي به إلى سِدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال: { إِذْ يَغْشَى لسِّدْرَةَ مَا يَغْشَى } قال: فراش من ذهب، قال: فأعطي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغُفِر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحِمات.

الأكثر مشاركة