الإخلاء السريع في حالات الطوارئ أصبح مهماً وضرورياً التدريب عليه، لكن القليل منا من يعرف أهميته وطريقة تنفيذ خطواته. يقصد بالإخلاء هو الحركة الفورية والسريعة من الناس بعيداً عن موقع التهديد أو الخطر. وتتراوح الأمثلة من إخلاء بسيط من مبنى بسبب تهديد بوجود قنبلة أو إطلاق النار، إلى إخلاء واسع النطاق من منطقة بسبب الطقس كالفيضانات، أو القصف. في الحالات التي تنطوي على مواد خطرة أو أي تلوث محتمل، قد يتم تطهير الأشخاص الذين تم إجلاؤهم قبل أن يتم نقلهم إلى خارج المنطقة الملوثة.

إخلاء الطائرات عند حدوث الحوادث أو في الحالات الطارئة يزداد أهمية لأن عنصر الوقت مهم جداً، عندما تكون الثواني قد تعني الفرق بين الحياة والموت للمئات من الركاب في إتباع الطريقة المثلى في الهروب من الحادث.

وعادة ينصح بخروج الركاب من الطائرة في غضون 90 ثانية من حدوث الحالة الطارئة.الإخلاء في حوادث الطائرات يتم من خلال فتح السلم المطاطي المنفوخ بالهواء في الحالات الطارئة لإخلاء طائرة بسرعة، حيث يبدأ الركاب بالهبوط على السلم من خلال إتباع تقنية محددة في الإنزلاق على السلم تاركين أمتعتهم وحقائبهم في الطائرة رغبة في الهروب من الطائرة في أسرع وقت ممكن. ويزداد إنحدار السلم المطاطي كلما زاد حجم الطائرة وارتفاعها نظراً لارتفاع عتبة باب الطائرة.

تتوفر السلالم المطاطية عند هيكل الباب من الداخل، وتختلف في حجمها اعتماداً على حجم الطائرة والباب. وتتطلب معظم القوانين الدولية وجود السلالم المطاطية في الطائرات التي يكون سطحها على إرتفاع حوالي 1.8 متر فوق سطح الأرض.

 معظم الدراسات أظهرت أنه رغم ارشادات السلامة قبل إقلاع الطائرة إلا أن القلة من الركاب ينتبهون لها، إما لأنهم قد سمعوا إرشادات مماثلة من قبل، أو إعتقادهم بأنه إذا تحطمت الطائرة لن يكون هناك شيء يمكنهم القيام به حيال ذلك على أي حال.

في الإسبوع المنصرم تحطمت طائرة بوينغ 777 تابعة لشركة طيران آسيانا وعلى متنها 307 أشخاص واندلعت بها النيران، بينما كانت تحاول الهبوط في مطار سان فرانسيسكو الدولي بأمريكا في رحلة قادمة من سيئول مما أسفر عن مقتل إثنين وإصابة أكثرمن 180، وأظهرت الصور التي التقطها ناجون على الفور بعد الحادث ركاباً وهم يخرجون من الطائرة المحطمة ويهرولون بعيدا عنها. بعد ذلك تصاعد دخان كثيف من جسم الطائرة بسبب حريق أدى لاحقاً إلى تحطمها.

وللأسف أظهرت لقطات التصوير أعدادا كبيرة من الركاب مهرولين من موقع الطائرة حاملين معهم أمتعتهم الشخصية رغم إرشادات السلامة قبل الإقلاع بضرورة ترك الأمتعة في الطائرة لأنها تضيع الوقت في جمع الحقائب وتعرقل وبدون شك خروج الركاب وزملائهم في حالات الطوارئ. وأشار أحد الركاب الناجين في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز أنه أمسك حقائبه ثم ولده! فعلاً الركاب، بما فيهم هذا الراكب، كانوا محظوظين جداً لأن الحريق كان بطيئاً في الانتشار.

هنا بعض النصائح للركاب من خبراء السلامة لما يجب فعله عند إخلاء الطائرات في الحالات الطارئة. أولاً الإستماع عن كثب إلى إرشادات السلامة قبل الإقلاع وقراءة بطاقة السلامة الموجوده عادةً في ظهر المقعد الأمامي. رغم إن معظمنا قد سمع وقرأ هذه الإرشادات مسبقاً، من الضروري تجديد قراءتها في كل مرة.

التأكد من معرفة أقرب المخارج في بداية الرحلة، رغبة في سرعة الإنتقال لها في عملية إخلاء حقيقية عند حدوث أي طارئ. يجب سماع توجيهات طاقم الطائرة والعمل على تطبيقها بدقة في الحالات الطارئة. كما ينصح بترك الركاب لممتلكاتهم وراءهم؛ أيا كانت نوعها وقيمتها، حيث لا تستحق المخاطرة بحياة الركاب الآخرين مقابلها.

إذا كان هناك دخان، يفضل الحفاظ على الرؤوس منخفضة وتغطية الفم والأنف بمنديل أو مادة أخرى من الملابس. أيضاً يجب أن يكون القفز بقدم واحدة لأول مرة في السلم المطاطي، مع طي الذراعين والساقين، حيث إن القفز جالساً يبطئ عملية الإخلاء.

عند القفز يجب على النساء سواء من الركاب أو من طاقم الطائرة عدم إرتداء حذاء الكعب العالي، حيث يجب إزالتها قبل الهبوط على السلالم المطاطية. الملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية مثل القطن والصوف أو الجلود توفر حماية أفضل في الحرارة العالية.

يفضل أيضاً ارتداء أكمام وسراويل طويلة، وتجنب الملابس الضيقة والتنانير القصيرة لإعاقتها الحركة السريعة عند تطبيق عملية الإخلاء. كا ينصح بتجنب الجوارب الضيقة، لأن احتكاكها على السلالم المطاطية قد تسبب حروقا في الساقين. والسلامة للجميع.