الألعاب الأولمبية بحلقاتها الخمس أشهر الدورات الرياضية في التاريخ القديم والحديث، وتقام كل 4 أعوام ، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مدينة أوليمبيا اليونانية، وتدار الألعاب بواسطة اللجنة الأولمبية الدولية، والتي مقرها الرئيسي في لوزان، وأنشئت عام 1894.

أقيمت أول دورة أولمبية في أثينا عام 1896 وشارك فيها حوالي 300 رياضي من 15 دولة تنافسوا في 9 رياضات مختلفة، وآخر دورة أقيمت في لندن عام 2012 وشارك فيها أكثر من 15000 رياضي من 202 دولة تنافسوا في 28 لعبة مختلفة المنطق فرض نفسه، حيث رأى ثلثا أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية البالغ عددهم 100 عضو التصويت لاستضافة أولمبياد 2020 لمصلحة طوكيو على حساب ملفي اسطنبول ومدريد ( 60 صوتاً لطوكيو مقابل 36 لإسطنبول).

طوكيو دفعت كل الأزرار الصحيحة للعواطف، وكذلك العوامل الفنية منها مساندة الشركات الكبرى والحكومية لضمان تنظيم "دورة آمنة" في أعين الرجال الأولمبيين، وهي بصدد حل أزمة البيئة في اليابان النابعة من تسونامي، وانصهار ثلاثة مفاعلات في محطة فوكوشيما عام 2011 ولأنها أقل خطورة من التوترات السياسية في تركيا، والأزمة الاقتصادية في مدريد.

طوكيو هي عاصمة اليابان منذ 1868 وكذلك هي المركز السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد، وتقع على الجهة الشرقية لأكبر الجزر الأربع للبر الياباني -هونشو- وعلى الضفة الغربية لـخليج طوكيو. ويبلغ عدد سكانها حوالي 12 مليون نسمة، وإذا أخذنا في الحسبان التكتلات الحضرية المجاورة، فإن طوكيو تشكل أكبر تجمع حضري في العالم.

طوكيو ازدادت اتساعاً مع حلول القرن الـ20 وكونّت حولها نسيجاً عمرانياً كثيفاً، وتعرضت المدينة للدمار مرات عدة منها الحرائق والهزات الأرضية وموجات التسونامي التي دمرت العديد من أحيائها، ثم أتى الزلزال الكبير لعام 1923 على أكثر من نصف مباني المدينة. وتعرضت للعديد من حملات القصف الجوية أثناء الحرب العالمية الثانية مما أدى لمقتل أكثر من مئة ألف شخص وتدمير كامل النسيج العمرى على امتداد 100 كم.

طوكيو تمتلك اثنين من المطارات الكبرى في اليابان وهما: مطار هانيدا، ومطار ناريتا الدولي. وتعد مركزاً لخطوط السكك الحديدية في البلاد (تم مد أول خط سنة 1871 بين طوكيو ويوكوهاما)، ووُصلت العاصمة بكل المناطق اليابانية تقريبا كما تشكّل القطب الصناعي للبلاد ومنها: تحويل المواد الغذائية، النسيج والملابس، والتكنولوجيا العالية (الإلكترونيك، البصريات، آلات التصوير)، البناءات الميكانيكية، السيارات وغيرها.

طوكيو تحتل المركز الأول في اليابان من حيث حجم التبادلات التجارية، الداخلية والخارجية منها على حد سواء. وتحتل المركز الأول كذلك على المستوى الوطني في ميادين البحث، والتعليم، والثقافة، وتعتبر بورصة طوكيو ثاني أكبر بورصة في العالم بعد بورصة نيويورك.

طوكيو ستنظم الألعاب الأولمبية الصيفية للمرة الثانية في تاريخها بعد الأولى عام 1964، بعدما لم يحالفها الحظ في نيل شرف استضافة نسخة 2016 التي ذهبت إلى ريو دي جانيرو، عن أي ثقافة نتحدث. فمثلاً عندما يصرح أحد الآباء الذي حضر مع عائلته الاحتفال فيقول "أنا سعيد للغاية لأن ابني ولد لتوه، وسوف يكون عمره سبع سنوات حينما نحضر دورة الألعاب الأولمبية معاً".طوكيو ستعمل من الأن على ما هو جديد، حيث يتوقع أن يتم ضخ 8 مليارات دولار أميركي. من اجل إقامة القرية الأولمبية والمنشآت، وبالأخير طوكيو تستحق التنظيم لأنها تملك محفظة مالية قوية وبنية تحتية ورعاة عالميين ودعماً شعبياً وحكومياً.

إن واقع استمرار الدورات الأولمبية أمر مهم جداً، فهناك الكثير من الأمور غير الملموسة إلى جانب الملموسة، وبعد البطولة سترى الكثير من الشباب الذين سيكونون محفزين لممارسة الرياضة بعد رؤية قدواتهم في البطولة، ومستقبلاً حينما تسألهم عمن قام بتحفيزهم سيقولون هذا الرياضي أو ذاك.