في جو من الفرحة والأمل في المستقبل المصري والعربي الواعد بالخير، توافد أمس عشرات الآلاف من المصريين المقيمين بين أشقائهم الإماراتيين الأعزاء في دار زايد الخير، وبرعاية أبناء زايد العرب وراشد الخير، على السفارة المصرية في أبوظبي والقنصلية المصرية في دبي، للمشاركة في انتخاب الرئيس الأول لمصر بعد ثورة 30 يونيو الشعبية، تصحيحا لمسار ثورة يناير المصرية المختطفة، والرئيس الخامس منذ قيام ثورة 23 يوليو الوطنية الأم، التي أكدت التوجه العربي لمصر.

ولهذا حينما يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، على مواصلة نهج المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الوقوف إلى جانب مصر الجديدة وشعبها لتجاوز التحديات الراهنة، وتواصل طريقها نحو المستقبل.. فإن هذا يؤكد أن مصر جزء من أمتها وستظل دوما بأمتها ولأمتها العربية والإسلامية.

وقد أشاد المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي في حواره مع قناة سكاي نيوز عربية، بالدور العربي المساند لمصر، خاصة من دولة الإمارات العربية والسعودية والكويت، قائلا أن «أبناء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وقفوا إلى جانب مصر موقفاً رجولياً وعروبياً عظيماً».

وتأتي الانتخابات الرئاسية الديمقراطية، لتحقيق الخطوة الثانية من خارطة المستقبل الواعدة بالخير، وصولا للخطوة الثالثة في خريطة المستقبل، وهي الانتخابات البرلمانية والمحلية.

ومما يجعلنا نتطلع إلى المستقبل بأمل، أن ما تحقق بعد ثورة يناير من تصفية للاستبداد السياسي والإخواني بعد ثورة يونيو، قد نجح في تأكيد الإرادة الشعبية بفضل وحدة الشعب والجيش والشرطة، وبتوافق القوى الوطنية والسياسية بتأييد الأزهر والكنيسة في ما يعرف بتحالف الثالث من يوليو، رغم كل التهديدات الخارجية والتحديات الإرهابية الداخلية.

والدليل على ذلك ما نشهده من تقدم المواقف العربية الشقيقة والصديقة تجاه مصر، بعد وضوح الصورة الحقيقية للدولة المصرية الشعبية، المستقلة الإرادة والديمقراطية الأداء، بلا عسكرية حاكمة ولا إسلاموية متحكمة، وتراجع المواقف الأميركية والأوروبية والإفريقية المتأرجحة، بعد قراءة خاطئة وسوء فهم،.

وتأكيدا لذلك تتوقع عودة مصر إلى استئناف نشاطها في الاتحاد الإفريقي الذي يشارك مع الاتحاد الأوروبي في متابعة الانتخابات الرئاسية، اعترافا بشرعية التغيير في مصر.

وما بين التحدي والاستجابة، تواصل مصر مسيرتها التاريخية والحضارية، ومعاركها الوطنية والقومية، لتحقيق العبور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بدعم الأشقاء وتأييد الأصدقاء، وصولا لتحقيق الاستقلال الوطني بالتنمية والعدالة والحرية والكرامة لها ولمن حولها من الأشقاء العرب، من الخليج إلى المحيط.

ينبع ذلك من أن الوطن العربي، خصوصا وهو يواجه مؤامرة خارجية واحدة وتهديدات إرهابية تكفيرية واحدة، يجب أن لا يتجزأ، باعتبار أن التهديد واحد على الجميع، وأن الخطر الإرهابي لا يستثني أحدا، وأن ما يجمعنا من ثقافة وتاريخ وجغرافيا ومستقبل مشترك، هو أكبر بكثير مما يفرقنا، لأن الأمن العربي لا يتجزأ، والحرية العربية لا تتجزأ، والتنمية العربية لا تتجزأ. وإيمانا بأنها جزء من وطن عربي واحد، ومن أمن قومي مشترك، ومن مستقبل ومصير واحد.

وبغير مزايدات دعائية ولا مناقصات سياسية، وبدون انحيازات وطنية على حساب الانتماء القومي ولا رؤى قطرية ضيقة، فإن الحقيقة الجغرافية والتاريخية والبشرية والحضارية في هذه المنطقة الاستراتيجية الأكثر أهمية في العالم، تسجل على مر التاريخ وتؤكد على مدار المعارك الكبرى في الحاضر، ما قامت وما تقوم به مصر شعبا وجيشا مع أشقائها العرب، من أعظم الأدوار في التصدي لموجات الغزو الخارجي والمؤامرات الأجنبية بأدواتها المحلية، دفاعا عن استقلال وتنمية وهوية وسلامة وطنها المصري والعربي.

ومما يؤكد ذلك، أنني ما تحدثت مع شقيق عربي إماراتي أو سوري أو عراقي أو جزائري أو سوداني، في شأن وطني أو عربي، إلا وبادرني بالقول المأثور «مصر بخير.. العرب بخير»، لأن سلامة مصر العربية في ضمير كل عربي مخلص هي ضمان لسلامة أمتها العربية،..

وأن قوة مصر العربية هي لحساب أمتها العربية وليست على حسابها، ولأن تقدم مصر اقتصاديا واجتماعيا في ضمير كل مصري مخلص هو لصالح تقدم وطنها العربي الكبير، وأن أمن مصر الوطني هو ضمانة حقيقية للأمن القومي العربي.