مشهد الفرح الشعبي المصري الكبير بتحقيق المرحلة الثانية لخريطة المستقبل المصري الواعد بالخير، وبمواكب الأشقاء والأصدقاء القادمين ليدخلوا مصر آمنين، لتهنئة المصريين بأداء الرئيس المنتخب المشير عبد الفتاح السيسي للقسم الدستوري، تتويجاً لمشاهد كثيرة بعد أكبر ثورتين شعبيتين غير مسبوقتين في التاريخ البشري، كان الأكثر حضارية وديمقراطية وإنسانية وشعبية في تاريخ انتقال السلطة المصرية.

هذا المشهد الاحتفالي الرسمي المصري والعربي والإفريقي والدولي، الذي جسد استعادة مصر لذاتها وإرادتها واستقلالها، وعودتها سالمة مرفوعة الرأس إلى شعبها وأمتها العربية والإسلامية وإلى قارتيها الإفريقية والآسيوية، جاء لافتاً بإشارات وبشارات كثيرة مشحونة بالمعاني والدلالات العميقة، تؤشر لتحولات كبيرة وتبشر بآمال كبيرة..

 فقد أثبتت مصر المحروسة بعناية ربها، والمنصورة بعون الله وإرادة شعبها ووطنية جيشها، أنها اليوم كما كانت دوماً، قلعة الدفاع عن أمتها العربية وحضارتها الإسلامية، وأنها عصية على الانكسار ومصرّة على الانتصار.

وأن ما تشهده اليوم يعني بوضوح أن هذا وطن لا يعرف الاستسلام للعدوان، وشعب لا يقبل الخضوع للاستبداد، لا من المتآمرين الخارجيين شهود الزور على الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولا من الظلاميين الإخوان شهود الزور على الدين والأوطان.

اليوم أصبح من حق الشعب المصري أن يتطلع إلى المستقبل بكثير من الوعي، وكثير من الأمل الذي لن يحققه إلا العمل والعمل.. خصوصاً بعد أن عرف تماماً من هو العدو ومن هو الصديق ..

ومن الشقيق، تحت كل العناوين والأسماء. ولأنك لا تستطيع أن تعرف الحقيقة إلا من طرفين فقط؛ عدو فقد أعصابه وراح يهذي، أو شقيق أو صديق مخلص جاء يعطي، فلقد عرفنا الحقيقة في المشهد الحافل بالقادة وكبار المسؤولين العرب، والرؤساء الأفارقة، وقادة البرلمانات العربية والإفريقية والأوروبية، إضافة إلى الرئيس القبرصي..

وفي حضور رئيس القمة العربية الرئيس الدوري لمجلس التعاون الخليجي أمير دولة الكويت الشيخ صباح السالم الصباح، ورئيس القمة الإفريقية رئيس جمهورية غينيا الاستوائية اوبيانج نجوما موبسانجو، وممثل للرئيس اليوناني رئيس الاتحاد الأوروبي، وممثل للرئيس الإيراني رئيس قمة عدم الانحياز، بينما تدنى مستوى حضور الدول الغربية، وفي ذيل القائمة كان المندوب الأميركي!

لقد عرفنا الحقيقة الصادقة من الأشقاء الأعزاء في دار زايد العروبة من أبناء زايد الخير قيادة وشعباً، وكان أبرز تلك المواقف الأخوية العربية الأصيلة، مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: «إننا ماضون بعزم صادق وإرادة صلبة في دعم الأشقاء في مصر العزيزة علينا على المستويات كافة، والوقوف إلى جانبها في كل الظروف»..

وفي ما عبر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في رسالته الكريمة للتهنئة، وما قاله الفريق سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للرئيس المشير عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية:

«إن الإمارات ستظل على عهدها وفية لمصر وسنداً قوياً لها، فالعلاقة مع مصر علاقة تاريخية واستراتيجية، وفق النهج الذي أسس له المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في الوقوف بجانب الأشقاء في مصر في مختلف الأوقات وكافة الظروف».

وأدركنا الحقيقة من الأشقاء الأعزاء في السعودية، من خلال رسالة التهنئة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، التي حملت المشاعر الأخوية ومبادرة الدعم القوية بما تضمنته الرسالة من دعوة إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر لمساعدتها على تجاوز التحديات الاقتصادية، والتأكيد على أن «المساس بمصر يعد مساساً بالإسلام والعروبة، وهو في ذات الوقت مساس بالمملكة».

كما أدركناها من الأصدقاء ومن أولى الرسائل الداعمة للشعب المصري والمهنئة لرئيسه الجديد المشير السيسي، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ففي أولها تهنئة بمشاعر طيبة، وفي وسطها دعم سياسي واقتصادي، وفي نهايتها دعوة للزيارة، استمراراً للمواقف التاريخية الداعمة للعلاقات المصرية والعربية الروسية.

وكذلك أدركناها من الارتباك وفقدان الاتزان الأميركي، والهذيان الإعلامي والتصريحات المضللة عبر وسائل الإعلام الأميركية والأنجلو فرنسية، ومن تدني مستوى التمثيل السياسي، بما يكشف حقيقة شعورهم بالمرارة مما حققته ثورة يونيو الشعبية من إفشال لمخطط الأعداء، وإطاحة بأدواتهم من الإخوان والعملاء، وهو ما يحدد مستقبلاً تدني تأثيرهم على سياسات مصر المستقلة الرافضة للهيمنة والإملاء والضغط والابتزاز وكل أشكال التبعية!

لقد بقيت مصر وستبقى بعون الله «منصورة» على كل أعدائها الأشرار في الخارج، وكل العملاء الصغار في الداخل، لتظل دائماً مفخرة الشرق ومقبرة الغزاة، بإرادة شعبها ووطنية جيشها، ودعم أشقائها وأصدقائها.. فالحمد لله، والفضل لشعبها الأبي وجيشها الوفي.. والشكر لأشقائها وأصدقائها الأعزاء.. فإنه «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».