في إحدى الليالي الهادئة، وأثناء قراءتي كتاب «كيف تنقذ حياتك» لـ«مايكل جيل»، جاءتني فكرة تأليف كتاب حول التنمية الذاتية.. طويت صفحات الكتاب الذي بين يدي...

وبدأت أبحث في مكتبتي الصغيرة عن الكتب الخاصة في التنمية الذاتية، وأثناء بحثي وقعت تحت يدي مجموعة من الكتب المتميزة منها: كتاب «سحر القيادة» للدكتور إبراهيم الفقي، وكتاب «كيف تستمتع بحياتك وعملك» لديل كارنيجي، وكتاب «أيقظ قواك الخفية» لأنتوني روبنز، إلى آخر هذه القائمة من العناوين الجذّابة.

ثم تذكّرت حينها أنني قمت بمواكبة العملية الانتخابية لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي عام 2011، ثم عملية تعيين النصف الآخر من أعضاء المجلس من قِبل أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكّام الإمارات، ثم تشكيل المجلس واختيار الرئيس ونائبيه واللجان التابعة للمجلس...

وذلك عبر كتابة مقالات مطولة نشرت في صحيفة «البيان»، عبّرت من خلالها عن آرائي وأفكاري في مختلف مراحل تشكيل الفصل التشريعي الخامس عشر للمجلس الوطني الاتحادي؛ بدءاً بالعملية الانتخابية، مروراً بتعيين الأعضاء، ووصولاً إلى انعقاد المجلس وانتخاب الرئيس.

وبالتالي فكرت في جمع هذه المقالات بين دفتي كتاب، ليستفيد منها كل من أراد أن يلج إلى دائرة البرلمان، سواء بالترشح للانتخابات، أو بالتعيين إنْ كان أهلاً لذلك ووقع عليه الاختيار من قِبل أصحاب السمو حكّام الإمارات، فضلاً عن ذلك، فإن الكتاب مساحة جيدة لكل من أراد التعرف بعمق على دور المجلس وأهميته بالنسبة للمجتمع والدولة.

وحتى تعم الفائدة وتكتمل موضوعات الكتاب، قمت بإضافة مجموعة من الأبواب المهمة للكتاب، توضّح بعض الجوانب المتعلقة بأساسيات المجلس الوطني الاتحادي، ونشأته وتطوراته، إضافة إلى مجموعة من الحوارات الصحافية والشهادات لبعض رموز العمل البرلماني في دولة الإمارات، فضلاً عن ذكر أسماء رؤساء وأعضاء المجلس في الفصول التشريعية السابقة، الذين تركوا بصمات واضحة في مسيرة العمل البرلماني الإماراتي.

بعد ذلك، فكرت في عنوان مميز للكتاب، واستخرجت من مكنونات العقل الباطن عنوان «البرلماني الناجح»، فقلت في نفسي: هذا هو العنوان الأمثل لكتابي، وهو بطبيعة الحال جميل وجديد، ويتناسب وموضوعات مقالاتي التي اشتملت على مجموعة من الآراء والأفكار، فضلاً عن بعض التوصيات التي أسديتها إلى المرشحين للانتخابات وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي بشكل عام.

وعندما طرحت فكرة العنوان على أحد الأصدقاء، سألني: هل لديك وصفة سحرية لجعل العضو البرلماني ناجحاً؟ فأجبته: أجل، ربما تكون تلك الآراء والأفكار التي طرحتها وصفة جيدة له. فأتبع جوابي بسؤال آخر وهو: هل تقصد أن المواطن العادي يمكنه الوصول إلى قبة البرلمان عن طريق وضعه المادي؛ أم بذكائه أم بإنجازاته الوطنية أم بعمله الخيري مثلاً؟ أجبته: قد تكون هذه الأمور معياراً جيداً للوصول إلى البرلمان..

وهذا رائع، إلا أن الأفكار الجيدة والاستراتيجيات الواضحة ستعمل بلا شك في تعزيز نجاحه تحت قبة البرلمان، وهي مدونة في كتابي «البرلماني الناجح».. الأمر الذي جعله يقتنع ويقول: أتمنى أن يكون التوفيق حليفك يا صديقي، فشكرته وانصرف. وبحمد الله تم صدور الكتاب الذي لاقى ردود أفعال جيدة، من جانب عامة الناس والمتخصصين في الشؤون البرلمانية على حد سواء.

وها نحن اليوم على أعتاب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2015، وقد عقدت اللجنة الوطنية للانتخابات عدة اجتماعات لتهيئة المناخ المميز والاستعدادات الجيدة للانتخابات؛ مثل تشكيل اللجان الفرعية والجدول الزمني الأولي، والتصورات الأولية لنظام التصويت الإلكتروني وغيرها.

وهذه الاستعدادات المبكرة دليل واضح على أهمية الانتخابات البرلمانية لدى قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي قاد مرحلة التمكين بنجاح مبهر منذ أن أطلقها عام 2005، وهو اليوم يحرص على نجاح التجربة الانتخابية للعام 2015، لتضاف إلى النجاحات التي تحققت في التجربتين السابقتين 2006 و2011. كل التوفيق للجنة الوطنية للانتخابات، وتمنياتنا لكل من أراد خوض غمار انتخابات 2015 بالنجاح والسداد، ودامت إماراتنا الحبيبة رائدة في التنمية والتقدم والعطاء.