أن تكون سعيداً في الإمارات فهذا ليس غريباً عليك فقد أصبح لقباً من ألالقاب والأوصاف التي تطلق على شعب الإمارات، فما بالك أن تكون من أوائل الإمارات وتكرم في مناسبة العيد الوطني 43 ويطلق عليك مكرم في هذه الأجواء الوطنية، وهذا ما أطلق على الأستاذة السيدة آمنه سالم عبيد الهاجري بلقب "المعلمة الأولى" لتدريسها الطالبات في بدايات التعليم النظامي.
تروي آمنة الهاجري: كنت قد أعتبرت نفسي منسية بفعل الزمن والتاريخ ولكنني في الإمارات، وقيادتنا الحكيمة لاتنسى وأنا فعلاً سعيدة بهذه الميدالية التي قلدنا إياها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وعلم الإمارات قد يوضع في أي مكان.
آمنة سالم عبيد الهاجري من أوائل الدارسات، وفي عام 1954 سافرت إلى الكويت لتقديم امتحانات الثانوية العامة عام 64 هي والشيخة ناعمة بنت ماجد القاسمي والشيخة عائشة بنت صقر القاسمي والدكتورة عائشة محمد السيار وسكنوا في سكن المدرسات وبرفقة المدرسة لطيفه وهي من جمهورية مصر العربية وكانت مدرسة لغة عربية لمدة 20 يوماً في ثانوية الشويخ الكويتية لتقديم امتحانات الثانوية العامة وكانت المسؤولة عنهم إحدى بنات عائلة الغانم من الكويت، تأتيهم كل يوم لتطمئن على امتحاناتهم وتأخذهم في جولات عندما لا تكون عندهم امتحانات، وفي ختام الزيارة قدمت لهن مصوغات ذهبية مازلن يحتفظن بهن إلى الآن، ثم عادوا إلى الدولة وتوظفوا، الأستاذة آمنة الهاجري والشيخة ناعمة بنت ماجد بن صقر القاسمي بدرجة مدرسات من البعثة الكويتية وبدأتا التدريس في العام الدراسي 1964 -1965.
بعد سنوات عدة التحقن بالانتساب الموجه عن طريق مكتب جهاد الثقافي في شارع الزهراء الذي يمتلكه شخص من الجالية الفلسطينية وكانت تأتيهم محاضرات أسبوعياً مغلفة برسائل بريدية من جامعة بيروت ودرست الأستاذة آمنة الهاجري اللغة العربية ودرست الشيخة ناعمة التاريخ ولكن الشيخة ناعمة لم تكمل الدراسة والأستاذة آمنة أكملت الدراسة 3 سنوات في الشارقة إلى أن أوفد زوجها أحمد خلفان خليفة السويدي ((كدبلوماسي)) إلى بيروت عام 1968 لتكمل معاه السنة الدراسية الأخيرة، إثر اندلاع الحرب الأهلية في لبنان تركت كل شيء و«عدنا سالمين إلى ديارنا وتوظفت مع الدكتورة عائشة السيار في وزارة التربية والتعليم في 1973 عندما كانت الوزارة تقع في سوق مرشد وكانت الوزارة في بداية إنشائها تقع على خور دبي وبينهما شارع رئيسي مطل على الخور في عمارة ذات درج طويل بالقرب من سوق مرشد وثم عندما انتقلت إلى مجمع الوزارات في منطقة بورسعيد، منطقة الرقة الآن، كنا نأخذ هذه الخطوات بشكل منتظم يومياً ونحن في قمة التعاون ولنا أهدافنا وهدفي إنشاء جيل واعد في الخدمة الاجتماعية».
كانت متحمسة للدراسات العليا فذهبت لجمهورية مصر العربية وبدأت بالدبلوما وأخذتها ثم بدأت بالماجستير ولكنها لم تتمكن من إكمالها فقد أصبح لديها أسرة كبيرة تحتاج الرعاية ففضلت رعايتهم ثم عادت إلى الإمارات وتقاعدت من عملها بعد أن كانت رئيسة لقسم الخدمة المدنية وحصلت على تقاعد عام 1987 وتحاول السيدة أم سيف رعاية أبنائها وبناتها الدكتورة أمل والدكتورة نورة والدكتورة خولة وأحفادها ورعاية والدتها بالحب والحنان والتي كان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى. في هذا الصدد لا يسعنا إلى أن نقول ونكرر بيت الشعر الذي قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
قم للمعلم وفِّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا