ثقافة الافتراء ولغة الاتهام لكل من يخالف سلك جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية المركب الجوهري لمنهجهم وسلوكهم مع كل من يعارض توجهاتهم السامة وأساليبهم الطاعنة في ظهر الأمة الإسلامية وطرقهم الماكرة في حصد المناصرين لتشريعاتهم الدينية والسياسية المختلقة من عقل الضلال والفساد، فقد نهضت خلاياهم النائمة في دولنا العربية وانشطرت وتفاعلت، حتى وعى خطرهم المجتمع، وثار ضدهم بكل حزم ويد متعاونة، حتى حطمت أوثانهم الفكرية وتزلزلت عروش أحلامهم الرئاسية، وكل ذلك بفضل الجهود المترامية من وقفة شعوبنا وقسمهم على الولاء الأوحد لقياداتهم وحكوماتهم.

ولتلك الأسباب يعلو نشاز أعضاء تلك الجماعة، ويزيد توجعها عندما أدركت أن حلمهم الزائف ذهب أدراج الرياح، وتستحيل عودته مهما أساؤوا إلى رموزنا الوطنية، ومهما أشاروا بأصابع الكذب نحو أعمالهم المشرفة التي يستظل تحت كنفها كل قطر من أقطار هذا العالم، والمثال الأسوأ في خليجنا على هذه الأصوات المنشزة صوت الإخواني مبارك الدويلة الذي أراد أن يكسب ود المتبقين من حثالات جماعة الإخوان، ودعوة لتهييج الشوارع المرمدة لإشعال نارها باتهامه رمزنا الشامخ محمد بن زايد بأنه من يقف ضد الإسلام السني، وهذا الكلام لا يصدر إلا من البخر الأنتن المليء بالقرف الذي لم يعتد على قول الحقيقة والصدق، ومحمد بن زايد ليس مجرد اسم تستلذ بذكره ألسنتنا، بل هامة توضع على شوامخ الإمارات والأمم لضخامة أعماله التي تدخل كل بيت، لتسد حاجتها وتصل إلى كل دولة لتضمد جراحها، وتقف عند كل سوء لترده وتجنّب الشعوب شرارات الفتن، فهو رجل السلام وعنوان التعاون والوئام.

محمد بن زايد مواقفه الصامدة والثابتة ضد الوجوه الشاحبة تشهد له بإخلاص نيته ونقاوة مقصده وطهارة سيرته التي تعمل لتنصر قضايا الأمة الإسلامية المتدهورة، وتسعى بكل ما تملك من مقدرة لاستعادة كرامة الإسلام المنهوبة بأسلحة الخيانة والتزوير، وهنا لست بصدد ذكر مواقف رجل الأمان الغنية عن تعريفي، بل بصدد إيقاع اللوم على فتح المنابر التي تنقل صوت الشعب من أعضاء دمار الشعوب، وإعطاء الحمقى مقعداً فيها لسَن التشريعات وعكس الآراء المجتمعية، وهذا لا يضر بسمعة الدولة فقط، بل يسعى لضرب علاقة الدولتين، وعلى دولة الكويت تفادي الشحنات التي يصنعها أعضاء الإخوان المسلمين بتجريم تلك الجماعة، لقطع أي طريق أمامهم في استعادة دورهم وأخذهم إلى القضاء، والاستفادة من تجارب دول الخليج في تعاملها مع هذه الجماعة وأعضائها، وتبقى علاقتنا بالكويت فوق كل جماعة وكل صوت يسعى لإرباك تعاوننا.