يعتقد أصحاب الدراهم أن هناك استغلالاً لجيوبهم كلما حدثتهم عن الاعمال الخيرية والانسانية والثقافية والتربوية، ولكن هؤلاء لا يستشعرون الاستغلال إن قرروا شراء المواد الاستهلاكية من ملابس وسيارات وأحذية ومجوهرات وإجراء عمليات التجميل وتناول الطعام الزهيد في مطاعم ومقاه فارهة، سواء كان ذلك داخل الدولة أو خارجها...

بعض من هؤلاء لا يدركون ان مفاتيح الرزق بيد الله، قد يمتلكون بضعة دراهم اتخمت رصيدهم البنكي وتنفق على الحقائب والاكسسوارات والماركات العالمية واجور الفنادق والرحلات الترفيهية... والسفر على رحلات الدرجة الاولى .. دون ان يتبادر الى اذهانهم ان الاعلانات التجارية فيها استغلال لجيوبهم واستنزاف لأرصدتهم البنكية... يدفعون كل ما في الجيوب والبطاقة الائتمانية ويمضون بابتسامة عريضة لا يمكن ان يخفوها.. وقد يتفاخرون بما انفقوه، حتى ان الملابس الداخلية بات البعض يظهر جزءاً منها ليرى الآخرون العلامة التجارية... فهي دلالة على حجم الانفاق...

ان من يعرض عليك الاعمال الخيرية ايا كان نوعها، يكون في الغالب يبتغي الاجر والثواب وبركة العمل من الله عز وجل، وليس متلهفا لما في جيوب أصحاب الدراهم، ان تمكن من اقناعك بأهمية العمل فهو الخير والبركة، وان اخفق فقد نال ما تمناه من الرزاق الكريم عالم الغيب والشهادة... انه ليس الاستغلال بقدر ما هي السعادة التي ستتحصل عليها من مساهمتك في تلك الاعمال.