تشهد المملكة العربية السعودية نموّ جيل جديدٍ غير متوقع من رائدات الأعمال على منصة إنستغرام. فقد توجّه عدد كبير من النساء في المملكة العربية السعودية إلى تطبيق انستغرام للشروع في أعمال تجارية يقمن بها إلى جانب وظائفهن اليومية، متخطيات بذلك القيود الصارمة التي يفرضها عليهن المجتمع. ويشكّل هؤلاء النساء جزءاً معتبراً مما يُسمّى الاقتصاد غير الرسمي للبلاد، ولا يدخلن في تعداد الـ 48% لنسبة نمو الموظفات السعوديات التي بلغت 806,000 بين عامي 2010 و 2014.

وصرح السيد خالد خضير، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة »جلو وورك« في الرياض، أول شركة سعودية متخصصة في ربط الباحثات عن عمل مع الوظائف المتاحة عن طريق الإنترنت، التي أمّنت إلى الآن أكثر من 38,000 وظيفة نسائية، أنه يجب على الحكومة استغلال هذه الروح الريادية وتقديم تسهيلات خاصة للنساء لتشجيعهن على افتتاح محلات تجارية بصورة رسمية.

بدأت آلاف النساء في المملكة العمل على انستغرام لبيع منتجات فريدة مثل الحرف اليدوية، الطعام، والملابس. إلا أنهنّ يواجهن تحديات مختلفة منها محاولة الموازنة بين المبيعات على إنستغرام ووظائفهن اليومية. والسؤال هو: كيف نتمكن من اقناع هؤلاء النساء بترك وظائفهن الثابتة لإنشاء أعمالهن والتركيز على نموها؟

يقترح السيد خالد الخضير قيام حكومة السعودية بإنشاء إطار عمل قانوني بسيط تتبناه رائدات الأعمال على إنستغرام »لأنهن يعملن حالياً بصورة غير قانونية، فهنّ لا يمتلكن رخصة عمل تجارية بل يعملن من منازلهن«.

كما يواجه سوق إنستغرام السعودي النشط بعض التعقيدات مع قيام رائدات الأعمال وسائقي السيارات بالتواصل على إنستغرام لترتيب عملية توصيل بضائعهن مقابل مبالغ معينة. وأضاف السيد خالد الخضير أن »بيئة إنستغرام هنا معقدة أكثر مما هو عليه الحال في الغرب«.

من المؤكد أن معايير المجتمع الدينية والاجتماعية مسؤولة عن رغبة السكان العارمة بالتعامل مع كل ما هو افتراضي، مع وجود 11 مليون مستخدم على منصات التواصل الاجتماعي، وهو الرقم الأكبر في العالم. فقد بيّنت إحصائية جديدة قامت بها »جلوبال ويب إندكس« أن نصف مستخدمي الإنترنت في المملكة تقريباً ناشطون على انستغرام، بالمقارنة مع 23%، وهي النسبة الحالية السائدة في الدول الأخرى.

ينصح البعض بضرورة إطلاق الحكومة لبرامج ارشاد متخصصة وهادفة تمنح النساء الثقة الضرورية والشجاعة المطلوبة للتفرغ للعمل كرائدات أعمال.

وهناك مخاطرة كبيرة تقدم عليها النساء عند ترك وظائفهن الدائمة التي تمنحهن الشعور بالأمان. ولهذا توجد حاجة ملحّة إلى نشر حملات توعوية وتعليمية بإشراف حكومي وبالتعاون مع القطاع الخاص لإحداث التغييرات الضرورية.

وتمتلك النساء حالياً 12% من مجموع الشركات في المملكة التي يبلغ تعداد سكانها 30 مليوناً، ورغم أن معدل إقبال النساء على مجال العمل في المملكة أسرع بكثير من إقبال الرجال، فلا تزال نسبة البطالة لدى النساء أعلى منها لدى الرجال. فقد بلغت 33% العام الماضي مقابل 5.9% عند الرجال، بحسب بيانات أصدرتها الحكومة.

ما ينقص رائدات الأعمال السعوديات بصورة عامة هو الدعم العائلي. فقد اعتاد الجميع على أسلوب الحياة المرفهة مثل جيل آبائهم الذي تعوّد على الراحة والرخاء. ما نحتاجه الآن هو إنشاء نظام بيئي كامل لريادة الأعمال.

وأضاف السيد خالد الذي يمتلك أيضاً صالة رياضية خاصة بالنساء فقط، بأنه يفكر في إنشاء موقع على غرار موقع »إي باي« ليشكّل قناة تعامل مفتوحة لجيل إنستغرام، مختتماً الحوار معه بالقول إن »هناك حالياً ما يقارب 500 عمل تجاري على إنستغرام، وأظن أنه من الرائع جداً أن ننطلق من هنا«.

المقال بالتعاون مع »خدمة حوار الشرق الأوسط«.