«لدي حلم، وفي يوم ما ستنهض هذه الأمة لتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها، ونحن جميعاً على يقين بأن كل الناس خلقوا متساوين»، مقتطفات من الخطاب الشهير «لدي حلم»، الذي ألقاه الزعيم الأميركي مارتن لوثر كينغ أمام النصب التذكاري للرئيس الأميركي إبراهام لنكولن، مقابل مبنى الكونغرس في واشنطن، عاصمة الولايات المتحدة الأميركية، في الثامن والعشرين من أغسطس عام 1963.
وبها بدأ عصر الحرية والمساواة والقضاء على العنصرية، ولكن اليوم بفضل ثيوقراطية المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وفي حال فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية، سوف يعيد النمط المظلم للشعب الأميركي بكل طاقته، ليكرس من فترة حكمه للشعب الأميركي، التميز العنصري والتخلف الطائفي والتعصب الديني.
وسوف تكون أول قرارته هو منع المسلمين من دخول الأراضي الأميركية، أما السياسية هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والمرشحة للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، فإنها مناهضة لحقوق المرأة والطفل، ولكنها من مؤيدي قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وفي عبارة أوضح، قالت «عندما نتمعّن في قصة نشوء دولة إسرائيل.
فإننا نرى فيها انعكاساً صادقاً لقصة نشوء دولتنا (أميركا) ذاتها، وقصة جميع البشر المناضلين من أجل الحرية، والذين لهم كل الحق في تقرير مصيرهم ورسم مستقبلهم»، وأيضاً وصفتهم بدولة «التسامح»، ونسيت أنهم قتلوا أطفال ونساء فلسطين أمام مرأى العالم، وعلى جميع المحطات الإعلامية العالمية!
حقيبة ترامب الثيوقراطية للرئاسة الأميركية، تحمل، وللأسف، منذ بداية المنافسات الانتخابية التعصب والتطرف، ولربما الأسوأ أنها تحمل الحقد اتجاه الدين الإسلامي والمسلمين المقترحة في فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للولايات المتحدة الأميركية، وطالما تأسست أميركا على أساس حرية المعتقدات واحترام الإنسان، وأيضاً من بناء «الكازينوهات» إلى تزعمه ببناء سور بمحاذاة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، وترحيل 11 مليون مهاجر غير قانوني.
وفي حال فوز رجل الأعمال الأميركي ترامب ذي (69) عاماً في الانتخابات الرئاسية، فإنه، وكما يزعم، سوف يغلق على الأميركيين حدودهم مع العالم بسياسية الاعتزال كلياً، والاهتمام بشؤونهم الداخلية بحكم ثيوقراطي، وسوف يبدأها سياسياً وتجارياً، والآن في كل خطاباته، يستعمل نبرة عدم التدخل في شؤون العالم.
والتركيز على الشؤون الداخلية للولايات المتحدة، وأيضاً انتقد بشكل كبير دخول الحكومة الأميركية في حرب العراق، ولكنه مهتم كثيراً بنفط العراقي، وكذلك صرح بأن لا يوجد حل في القضية الفلسطينية والمحتل الإسرائيلي.
هيلاري كلينتون (68 عاماً) بين نارين، إحداهما معارضتها على تقسيم أميركا من قبل المرشحين الآخرين، وخاصة المرشح المنافس ترامب، والآخر، صراع المنافسات الانتخابية للرئاسة، فهيلاري لها ركائز مختلفة ومعاكسة عن المرشح ترامب، فهي ديمقراطية لها أبعاد إنسانية، وخاصة في الآونة الأخيرة، وربما يرجع الأمر إلى المنافسات على الانتخابات الرئاسية.
هيلاري مهتمة كثيراً بقضايا انتهاكات الشرطة الأميركية على الأميركيين ذوي البشرة السوداء، وتأمل في وضع حد للتميز العرقي في الخدمات العامة لدى المؤسسات الحكومية، وفي الشارع الأميركي أجمع، وأيضاً مهتمة بقضايا الشباب الأميركي بشأن توفير الوظائف الجديدة.
وكما أيضاً مهتمة بضرورة إصلاح النظام التعليمي، لأنه مطلب أساسي لبناء جيل متكامل، وفي صياغ محوري آخر، فإنها تشن حملة ضد ظاهرة الانتشار العشوائي للأسلحة، وأيضاً في شأن الفضاء الخارجي، وفي تصريح لها، فإنها ستنشر كل المواد عن المخلوقات الفضائية، وفي حال فوزها، سوف تكون أول امرأة تحكم الولايات المتحدة الأميركية.
«هيلاري كيلنتون، قوتها وخبرتها الاستثنائية ومعرفتها بكل الملفات عن ظهر قلب، يمكن أن تجعلها أحياناً أكثر حذراً في حملتها»، مدركاً أنها تستطيع أن تحكم الولايات المتحدة الأميركية من اليوم الأول، جاء على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما.
كثير من التساؤلات اليوم، تطرح على مستقبل الولايات المتحدة الأميركية السياسية اتجاه الشرق الأوسط، ولا نستطيع الجزم بما سوف يحدث اتجاه السياسة الجديدة للرئيس الجديد في الشرق الأوسط، لأن موازنات القوى تختلف باختلاف وجود الولايات المتحدة الأميركية على خريطة الشرق الأوسط.
سيتولى الرئيس الجديد مهامه في 20 يناير 2017، خلفاً للرئيس باراك أوباما، في حفل ضخم أمام ملايين من الشعب الأميركي، والذي سوف يحتفل برئيسه الجديد.