«خط أحمر»، بها وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم بقاء الأسد، زاعماً أن المرحلة القادمة لتغيير الدستور فقط، والآن بدأت من جديد مفاوضات جنيف، والتي تعقد بين 14 و24 مارس لمدة عشرة أيام، وسوف تتناول المفاوضات ثلاث نقاط مهمة، هي تشكيل حكومة جديدة وإنشاء دستور جديد وإجراء انتخابات في الأشهر الـ18 المقبلة، اعتباراً من موعد بدء المفاوضات، كما صرح بها دي ميستورا المبعوث الأممي لدى سوريا.

تمثل قوى الشر اليوم في سوريا العائق الأكبر لعدم حل الوضع الإنساني في سوريا، وللأسف فإن تدخلات قوى الشر واضحة في شؤون سوريا، ما ينقض القوانين الدولية المتعارف عليها، ويخرق ميثاق الأمم المتحدة كذلك، حزب الله اللبناني والجيش الثوري الإيراني خرقا هذه القوانين الدولية منذ بداية الثورة السورية بتدخلهما بشكل واضح في الأراضي السورية، وقتلهم المدنيين السوريين الأبرياء، والهدف الأساسي من هذا التدخل تصعيد الحرب في سوريا، وتأجيج الإرهاب في المنطقة خدمة لمصالحهم، وغالباً أيضاً خدمة للنظام السوري.

إيران ومنذ ثورتها في عام 1979 وهي تنشر الفتن والإرهاب والاضطرابات في المنطقة، وبالأخص في الدول العربية، بهدف السيطرة عليها وزعزعة أمنها واستقرارها، أكثر من 30 ألف عسكري إيراني من الجيش الثوري يقاتلون في سوريا مع نظام الأسد وأيضاً 25 ألف مقاتل عسكري من الميلشيات العراقية والأفغانية والباكستانية، وحزب الله، يقودهم 5 آلاف من نخبة الضباط في الحرس الثوري الإيراني، ويعد هذا العمل الإجرامي والتدخل في حق الشعب السوري خرقاً لكافة القوانين الدولية لحماية المدنيين السوريين وأيضاً وصمة عار في جبين حقوق الإنسان.

حصاد حزب الله في سوريا عار كبير على البشرية، ومنذ الحرب التي شهدتها سوريا منذ أكثر من خمسة أعوام، وذلك التنظيم بجيشه يقتل المدنيين السوريين في أبشع الجرائم، حتى إنه اغتصب الأرض بحجة المقدسات الدينية، والسبب الرئيسي هو فقط مساندة الأسد، أكثر من 6 آلاف مقاتل من حزب الله موجودون في الأراضي السورية، وبتعاون مع الجيش الثوري الإيراني، ومنذ التدخل في الشؤون السورية وحزب الله يتلقى خسائر كبيرة في صفوف جيشه، واليوم يدفع الثمن الكبير لهذا التدخل بعد إدراج التنظيم كتنظيم إرهابي لقائمة الإرهاب لدى جامعة الدول العربية.

المفاوضات في جنيف لا تبشر بالخير مع الأطراف المشاركة في الحرب، فكل منهم يرى أنه على صواب، ومنذ قرار وقف إطلاق النار وبدء الهدنة في الأراضي السورية، تستمر غارات نظام الأسد، وهي من توتر وتعلق المفاوضات المرسومة في جنيف، وعدم التزام الأسد بالهدنة هو بمثابة محاولة لخلق عوائق تحول دون حل متفق عليه من الأطراف المشاركة في مفاوضات جنيف.

نظام الأسد أيضاً وبعض القوى معه، لها دور في تعطيل المفاوضات في جنيف، والتي ترتكب جرائم غاشمة بحق الشعب السوري، وتعتبر هذه الانتهاكات تصعيداً للحرب في سوريا، وإحباطاً للحلول السياسية، وأيضاً ترتكب مجازر وحشية في حق الشعب السوري من حيث استهداف الأحياء المتراكمة بسكان لزرع الخوف والرعب في قلوب الشعب السوري والهدف منها ضمان بقاء الأسد ونظامه في سوريا.

لا توجد مؤشرات على حل القضية السورية في مفاوضات جنيف، وهناك أكثر من 15 مليون سوري ضحايا العنف الدموي، قتلى ومفقودون، جرحى ومعتقلون، لاجئون ونازحون، وعلى المجتمع الدولي الإسراع في المضي قدماً وبجدية لحل الأزمة السياسية والإنسانية في سوريا.