سطرت قوات التحالف العربي ملاحم من النصر المجيد في دحر قوى الظلم والبغي التي أرادت الخراب والدمار لليمن الشقيق، وأرادت الشر والكيد بأبناء المنطقة والأمة العربية، وظنت أنها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق مخططاتها التخريبية.

فكان الفرسان الأشاوس من أبطال قوى التحالف العربي لهم بالمرصاد، ليعصفوا بهم عصفاً عبر عاصفة الحزم، وليعيدوا الأمل والبسمة والسلام إلى أهل اليمن عبر عملية إعادة الأمل، مسطرين في ذلك صفحات مشرقة مخلدة في ذاكرة التاريخ، ولم يجن الانقلابيون ومن وراءهم إلا الخسارة والهوان.

وكان الأولى بهم لو كان عندهم حرص على سعادة اليمن واستقراره، أن يضعوا أيديهم في أيدي بني جلدتهم ويسهموا في بناء يمن سعيد آمن بدلاً من أن يرتموا في أحضان إيران، ويكونوا أدوات مسخَّرة لتنفيذ سياساتها الشريرة، وإن عاصفة الحزم ستبقى في قلوب أهل اليمن ملحمة عربية مجيدة وصفحة مشرقة من العز والإباء يتناقلها جيلاً بعد جيل.

لقد تمكنت قوات التحالف العربي والقوات اليمنية من قهر المتمردين الانقلابيين، وتم بالفعل تحرير مساحات كبيرة من الأراضي المحاصرة، ورد الشرعية للشعب اليمني الشقيق، كما أسهم التحالف في إعادة إعمار المدن التي دمرها الانقلابيون وبناء مؤسسات الدولة وتوفير الحياة الآمنة للشعب اليمني الشقيق.

وقد لعبت القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف دوراً بارزاً وكبيراً في عمليات التحرير التي تشهدها مدن ومحافظات اليمن ومازالت متواصلة في التحالف، وقدمت القوات الإماراتية كوكبة من شهدائها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أبناء أمتهم العربية.

لقد كانت عاصفة الحزم خطوة تاريخية ريادية مشهودة، لاقت التأييد العربي والإسلامي والدولي، ولايزال التأييد مستمراً للتحالف العربي المشرِّف في اليمن، وكل منصف يشيد بالمواقف والإنجازات التي حققتها قوات التحالف لوحدة الشعب اليمني الذي يعيش حالة من الفوضى والحرب التي ينشرها الانقلابيون وعصابات الإرهاب من القاعدة وداعش وغيرهم.

والذين ينتهكون قوانين حقوق الإنسان من محاصرة للمناطق الكثيفة بالسكان ومنع إيصال المواد الغذائية والأدوية كما تصرح به الأمم المتحدة، وإلحاق دمار شامل وخراب لتحويل اليمن السعيد إلى بلد تعيس يملؤه الظلام والقتل وانتهاك الحقوق.

لقد تسبب المتمردون والإرهابيون في قتل الأرواح البريئة وإصابة أطفال اليمن بإعاقات دائمة، ولا تقف المأساة عند هذا الحد، بل أوقفوا عن المدن المحاصرة الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب، ليزيد إلى معاناتهم انتشار الأمراض والمجاعة والأوبئة.

عمليات التحالف العربي والقوات اليمنية في اليمن تصدت لعدوان الانقلابيين ولتنظيم القاعدة والإرهاب الذي يهدد الجميع، وهي تسعى إلى تطهير اليمن من الظلام الأسود، فمساعيها مشهودة لكف العدوان الغاشم وطمس الإرهاب الغادر وإعادة الأمن والاستقرار إلى الشعب اليمني الشقيق وتمكين الشرعية من بناء اليمن السعيد بأيدي اليمنيين الأشقاء.

لقد استطاعت عاصفة الحزم أن تعيد صياغة التصورات لدى الرأي العام في داخل المنطقة وخارجها، فقد أبرزت القدرات العربية في توحيد الصف والتحرك الفاعل لحماية الأمن القومي العربي ودفع المخاطر عنه وإحداث التغييرات الإيجابية الفاعلة في المنطقة، وترجمة تطلعات أبناء الأمة العربية نحو المجد والريادة عبر التحالفات العربية المشتركة التي تحقق المصالح العليا لأبناء هذه الأمة.

بارك الله فيكم يا أبطال التحالف العربي، لقد عملتم فأتقنتم، وبذلتم فأنجزتم، وضحيتم فأبهرتم، وكنتم قدوة في الفداء عن الأوطان، وأسوة في بذل الغالي والنفيس في سبيل مجدها واستقرارها وإنقاذها من المخططات المعادية.