كثر الحديث عن أهمية دخول العاصمة اليمنية صنعاء وتواجد الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه الفريق الأحمر وقيام الحكومه اليمنية بممارسة مهامها في عاصمتها السياسية.
الإصرار والتعنت من الجماعة الحوثية – الانقلابية العفاشية تجعل من الصعب الوصول إلى نقاط تصالح وتطبيق القرار 2216 أو حتى التباحث بمبادرة وزير الخارجية الأميركية جون كيري في قيام الانقلابيين بتسليم السلاح الثقيل لطرف ثالث والانسحاب من المدن الرئيسية وتشكيل حكومة وطنية للتوصل إلى تفاهمات يمنية من جميع الأطراف.
نحن نشاهد هذا التعثر على المستوى السياسي وعدم رغبة وحماس الأطراف الانقلابية للوصول إلى حل مع الحكومة اليمنية الحالية.
الوضع يتجه مع التصعيد العسكري من جانب الحكومة اليمنية والتحالف لتطبيق القرار 2216 وبصيغته الأميركية المعدلة مع ازدياد الضغط السياسي على الأطراف الانقلابية بواسطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ حيث من المحتمل أن تكون مسقط العاصمة العمانية مقرا محتملا لمفاوضات مقبلة وسط تعنت من المجلس السياسي الانقلابي المشكل حاليا بعدم منح الوفد المفاوض للانقلابيين صلاحيات كامله للتفاوض بدون الرجوع إلى مجلس الانقلاب وهو أمر يقصد به تضييع الوقت وتمييع المفاوضات وجعلها في حالة رمادية منعدمة الوزن والقيمة.
هذا وضع لا يشكل فعلا إيجابيا لتقدم المفاوضات او للوصول إلى اتفاق، وفي هذه الحالة لابد من خيار الحسم العسكري وتحرير صنعاء بالقوة المسلحة وانتزاعها من الانقلابيين الذين فقدوا أوراقهم الافتصادية عبر انهيار الاقتصاد الانقلابي وتدهور العملة النقدية وسرقة البنك المركزي اليمني الموجود في صنعاء وتردي الخدمات الصحية وعدم قدرة الانقلاب على توفير الرواتب للموظفين في المحافظات اليمنية.
من الصعوبات التي تواجه الحكومة اليمنية في حال دخولها صنعاء هو توفير الخدمات والأمن وبسط السيطرة الأمنية، قيام بعض العمليات الإرهابية من الأطراف الانقلابية الخاسرة، محاكمة الأطراف الانقلابية، وكيفية دمج الوحدات العسكرية اليمنية الموالية للانقلاب مع الجيش الوطني اليمني الجديد.
مع تردي الوضع الصحي بعد تحرير صنعاء أو خلال معركة تحرير صنعاء تجد الحكومة اليمنية نفسها في موقف لا تحسد عليه في سرعة الاستجابة الصحية وتوفير الخدمات الصحية العاجلة للقاطنين في صنعاء وأعدادهم بالملايين، وقد تواجه الحكومة اليمنية بعد تحرير صنعاء مشكلة الألغام المزروعة بشكل عشوائي، والمشكلة الإنسانية للمئات من الآلاف المتضررين ماديا ونفسيا من نتائج الانقلاب في المحافظات اليمنية المجاورة، كما إن تشغيل المطار الدولي بصنعاء ضروري جدا لإيصال المساعدات الجوية الإنسانية ووصول الأطقم الطبية المساندة، وما تجربة تحرير عدن عنا ببعيدة.
لذلك أتمنى أن تستفيد الحكومة من أخطاء تجربة تحرير عدن وتعمل بتخطيط مستقبلي أكثر والنظر لمستقبل تحرير صنعاء على المستوى الأمني والخدماتي والصحي والنظر بسرعة حل القضايا السياسية والاجتماعية والأمنية وإيجاد الحلول والخطط المستقبلية لها بدلا من الانشغال بها عند تحرير صنعاء.