نجحت المملكة العربية السعودية بامتياز واضح بحسب النتائج الملموسة والتيسير على ضيوف الرحمن في بيوت الرحمن فقد كان موسم حج 1437 هجري نتيجة مشرفة لحسن التنظيم والتدقيق والتحضير والتنفيذ والتكامل بين الوزارات الخدمية في المملكة العربية السعودية وتعاون المواطن السعودي مع الجهات المتخصصة.

كما أن حملات الحج العربية والأجنبية كانت لديها الاستيعاب الكامل لدورهم وبالتعاون مع جهات الاختصاص السعودية، كما أود أن أثني على دعم دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية في دعم السعودية وهدفها الديني الروحاني في إبعاد العبادات والشعائر والنسك عن السياسة.

إن الحجيج أتوا لأداء فريضة الحج وهي الركن الخامس من أركان الإسلام وليس للجدل السياسي الحزبي أو الأيديولوجي، ولقد عانت المملكة العربية السعودية من تصرفات بعض حجاج تسييس العبادات وفي مقدمتها إيران حيث كان الحجاج الإيرانيون يقومون بتشويه سكينة الحج وبأوامر من قياداتهم بالتظاهر وخلق حالة من الارتباك والفوضى بين صفوف الحجيج وجعل المسؤولين السعوديين في موقف حرج في التعامل مع مظاهرات الشيطان في بلاد الرحمن.

لقد وصلت الأمور إلى حد الإعتداء المسلح بالسلاح الأبيض ضد رجال الأمن وجلب المتفجرات الشديدة الانفجار لبلاد السكينة والوقار، وفي الحج تقوم بعض منظمات التأسلم السياسي والأحزاب السياسية باللقاء مع كوادرها الخارجية في الدول الأخرى للتخطيط والتحضير ودفع الأموال النقدية لبعض جماعات الأحزاب المشابهة لها أيديولوجياً عند عدم القدرة على تحويلها بنكياً.

تصدرت إيران المرتبة الأولى في تسييس شعائر الحج منذ ظهور ثورة الخميني وبدأنا نشاهد طقوساً غريبة وكلاماً سياسياً دينياً ظاهره الرحمة وداخله العذاب «فالموت للشيطان الأصغر والأكبر» نسمعه كل يوم في الخطاب السياسي التابع لولاية الفقيه الإيراني ولكن وجدنا العلاقة مستقرة مع الشيطان الأصغر ومتطورة مع الشيطان الأكبر.

الدعوات والموت لليهود هي مجرد شعارات فهناك الآلاف من اليهود في ايران ويلتقون مع ممثلي الدولة الرسميين، وبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق شاهدنا الآلاف من زوار النجف وكربلاء يهتفون بالموت لأميركا وهم تحت حراسة وسمع ونظر القوات الأميركية والانجليزية والأجنبية.

ها نحن نشاهد بعد اتفاق إيران النووي الشعارات المعتادة الموت لأميركا ترسلها إيران والملايين من الدولارات لإيران ترسلها أميركا، فأي خطاب سياسي ساذج وأي عقل سطحي يقبل بهذه الشعارات التي تحت غطاء يقال إنه إسلامي وهو يهدم شعائر الدين وفرائضه.

أعتقد أنه آن الأوان ليتم تحديد واجبات ومناسك الحج بشكل صحيح يتم الاتفاق عليه بين السعودية خادمة الحرمين و بين الدول الإسلامية عبر مؤتمر تعقده منظمة العالم الإسلامي لكي ينعم المسلمون والحجاج بالسكينة والهدوء والنظام كما شاهدناه في موسم حج 1437 من السنة الهجرية.

آن الأوان لكي يعرف المسلمون كذب وزيف الشعارات السياسية المغلفة بالكلمات المتأسلمة ذات الصبغة الدينية، آن الأوان لتعرية السياسيين الذين يستغلون سماحة الإسلام وطيبة المسلمين وشعوبهم في تشويه شعائر الحج ونسك العبادات، آن الأوان ان نقول: لا لتسييس العبادات.