أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنظيم مجلس الأمن القومي وترقية كبير الاستراتيجيين السياسيين ستيف بانون، وخفض رتبة مدير الاستخبارات الوطنية ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة. وانضم بانون إلى لجنة مديري مجلس الأمن القومي، أكبر فريق مشترك بين الوكالات يقدم المشورة للرئيس حول الأمن القومي.
وسيشارك مدير الاستخبارات الوطنية ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة في اللقاءات فقط عند «مناقشة القضايا المتعلقة بمسؤولياتهم وخبراتهم»، وذلك بحسب مذكرة رئاسية صدرت، أخيراً.
ولم يشارك السياسيون الاستراتيجيون من قبل أبداً في اجتماعات مديري مجلس الأمن القومي، لأن من المفترض أن يعطي مجلس الأمن القومي الرؤساء مشورة واقعية غير حزبية. ولكنهم تناسوا الحقائق والتحليلات. هذه هي طبيعة إدارة ترامب.
ولكن ما الذي يجب على بانون أن يحضره إلى الاجتماع؟
قبل الانضمام إلى الدائرة الداخلية الإعلامية لدونالد ترامب برئاسة بانون بريت بارد، فإن وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة روجت نظريات المؤامرة، وتعتبر منصة لحركة بديلة صحيحة، تعتنقها حركة البيض المتطرفة.
هذا مخيف في حقيقة الأمر.
وقالت مستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس إن هذه الخطوة «لا جدوى منها»، فيما قال وزير الدفاع الأسبق روبرت غيتس، الذي خدم في عهد جورج دبليو بوش إن الاستبعاد «خطأ كبير جداً».
وقال السناتور الجمهوري جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة، لسي بي اس نيوز: «أنا قلق جداً على مجلس الأمن القومي، وتعيين بانون تطور راديكالي في أي مجلس أمن قومي في التاريخ»، وأضاف قائلاً: «إن الشخص الوحيد الذي لا غنى عنه هو رئيس هيئة الأركان المشتركة، من وجهة نظري».
وهناك قلق كبير من أن ترامب رجل متهور غير مدرك لعواقب تهوره. وأن بانون متشطط وخبيث. وإذا لم تشرف عليهما هيئة الأركان المشتركة، فإن قراراتهما يمكن أن تشكل خطراً على العالم.
ومن وجهة نظر ترامب أو بانون فإن العلاقات الخارجية هي لعبة خسارة وربح. وفي حال فازت دولة أخرى نخسر نحن. وعلى غرار ما أعلن ترامب لدى تنصيبه: «من هذا اليوم فصاعداً، سيكون الأمر أميركا أولاً فقط».
بعضكم كبير بما فيه الكفاية ليذكركم بتنصيب جون كيندي، عندما ألح الرئيس الشاب على دعم أي صديق أو معارضي الأعداء لضمان نجاح الحرية.
إلا أن ترامب لا يفرق بين صديق وعدو. وليس هناك من مرجع بشأن الحرية. وعلى غرار ما لاحظ المعلق المحافظ تشارلز كراوتهامر، فإن كل الدول الأخرى رهن الاستخدام والاستغلال والتفوق.
وليس من قبيل الصدفة أن جاءت «أميركا أولاً» محل اسم المجموعة المؤيدة للنازية من قبل تشارلز ليندبيرغ، الذي قاتل روزفلت بمرارة قبل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، للحفاظ على حياد أميركا بين كل من بريطانيا تشرشل ورايخ هتلر.
نسخة ترامب وبانون من «أميركا أولاً» ليست أقل خطورة. هي تنفر بقية العالم من أميركا، وتدمر سلطة بلادنا الأخلاقية في الخارج، وتخاطر بكل شيء نحبه نحن في بلادنا.
وهذا غير خاضع للرقابة من قبل الناس الذين يعرفون ما الذي يفعلونه. ويمكن لترامب وبانون أن يجعلا العالم أقرب إلى المحرقة النووية.