بدأت معرفتي الشخصية به في ممشى!
كنت أعرفه كونه كاتباً جميلاً، في ممشى «سوق عكاظ» في الطائف، عرفت بقية اللطائف- وهذا سجع على طريقته- عرفته كونه متحدثاً أجمل، ومتسولاً للعسل من باعة السوق الشعبي في عكاظ، يستغل «يتمه» و«ظرافته»، للحصول على العسل مجاناً!
هناك قلت له: أنت كائن تلفزيوني، جمالك المرئي والمسموع يفوق جمالك المقروء والمكتوب.
أحمد العرفج، اختلفت معه أو اتفقت عليه، هو: مختلف عن الناس، الذين تراهم أمامك.
المتشابهون كُثر.. أنت تبحث عن المختلف، حتى وإن اختلفت معه.
للعرفج صوته الخاص في الكتابة الصحافية: يضحكك أحياناً، وأحياناً كثيرة يستفزك، ويحرضك على القراءة والتداخل معه!
وهنا- في كتابه «يوميات مع المشي والخطوات»- يدهشك العرفج، ويأخذ بيدك، من خلال مادة معرفية من النادر أن تجدها في المكتبة العربية، لتمشي معه في ممرات ساحرة وباهرة.
هذا درب: شاسع ولاسع.
وهنا درب: ساخر وساخط.
وهناك ممر: معرفي وصحيّ.
يأخذك معه في المشي حتى يتخلص من «وليمة العشاء»، التي تقيمها له، ثم يصحبك معه للمشي، وهو يردد قائلاً: «مشيني، ولا تعشيني».
من جغرافيا الممشى يأخذك إلى تاريخ المشي..
يجعلك تمشي برفقة فيلسوف أوطبيب أو أديب.
هنا «مع كتاب المشي» متعة القراءة.. وفائدتها:
ستخرج من الكتاب- الممشى- بهذا الشكل: سكر وضغط وكوليسترول منخفض، وعقل مرتفع.
أنا من عشاق المشي، وأكاد أمارس هذه الرياضة بشكل يوميّ، وأينما كنت.
أمشي بحدود 3 كليو مترات، وأنصح رفاقي وأولادي بالمشي، وأقول لهم:
كان الأنبياء والفلاسفة والأدباء من عشاق المشي،
مع المشي تولد الفكرة.
ومن خلال المشي تطرد القلق، وهو علاج لنصف أمراض هذا العصر.
هو بالنسبة لي ليس رياضة جسدية فقط، بل نفسية وإيمانية أيضاً: وقت المشي هو وقت التسبيح والأذكار والاستغفار.
لكل هذه الأسباب: أدعوكم للمشي مع أحمد العرفج، وبجانبه.
مع عامل المعرفة أحمد العرفج ستمشي خطوة خطوة، وسترى الدروب والممرات تورق بسحر الورّاق.
* لقد أكرمني زميلي العزيز عامل المعرفة أحمد العرفج بكتابة واجهة كتابه، الذي سيصدر بعد شهر، بعنوان «يوميات مع المشي والخطوات».
العرفج المشّاي: متسوّل العسل، ومانح البهجة!