هل تستطيع أن تتحمل فراق القلم والورق، وهل لا بد من فنجان قهوة مرة، إنها ربما طقوس الكتابة، لكن الأهم من كل ذلك الموضوع الذي ترغب الكتابة حوله.

إن الإنسان يمتلك الأحلام والرؤية ذات البعد، هل كان بالإمكان أن نتصور أن هنالك جسماً من الحديد يحملك من قارة إلى أخرى، هذا كان محالاً، ومن هنا كانت محاولات عباس بن فرناس للطيران، كان وهما وخيالاً، إلا أن الفكرة الأساسية كانت أنه لا بد من تحدي المستحيل؟

لا يزال البعض يعتقد بوجود كواكب أخرى وبها حضارات ومخلوقات، تسعى للتواصل مع البشر، لكن ما هي أشكال أولئك، وما مدى تقدمهم أو تأخرهم العلمي؟!

إن المعظم يؤمن بوجود سبع سماوات أخرى، لكن ما هي طبيعة الحياة هناك، وفي أي مرحلة من التطور وصلت، أهي سابقة للبشر على هذه البسيطة، أم نحن السابقون في التقدم العلمي، مع العلم أن هنالك الكثير من الأمور لا يعرفها الجميع إلا أولئك الذين يملكون الأسرار، ولا يعلنون عنها، بل هي في أدراج مقفلة إلا للخاصة.

وها هو القلم يعانق الورقة، وربما يؤلمها الضغط عليها حتى يتحول الحبر إلى كلمات ومعانٍ، وتعبر عما يجول في العقل والقلب والخاطر.

إن التحول في أمة من الأمم من وضع المتلقي للمعرفة إلى صانع لها، يحتاج إلى عدد من السنوات قد تطول أو ربما تقصر حسب الإنجازات ذات الطابع التراكمي، وكأنك تعد من الواحد إلى العشرة، لكنك لا يمكن أن تقول واحدة مباشرة، ثم عشرة، هنا أنت كمن يحرق المراحل، لذا نجد أننا نقوم بتعليم أطفالنا بالتدريج، وبعد فترة من التعلم يدرك سهولة القيام بذلك، وأقصد به عد الأرقام.

حينما استمعت إلى خطاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حول مشروع (المريخ 2117) بدأت أفكر ما هو المطلوب؟ الانتظار مئة سنة أخرى، فهو يتحدث عن المستقبل البعيد جداً، وقد يتحقق لأحفادنا، لكن ما أجمله من تصور لقهر المستحيل برؤية بعيدة المدى.

وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تلك الرؤية المستقبلية، وبناء أول مستوطنة بشرية متكاملة على الكوكب الأحمر، مؤكداً أن الإمارات أصبحت جزءاً من حراك بشري لاكتشاف الفضاء، وسد ملف عدم المعرفة في ذلك المجال المهم.

إن الطموح القديم للوصول إلى كواكب جديدة، في رسالة خارج عالمنا إلى عالم بعيد، قد يستجيب للتفاعل، ويرسل إشارات على استعداده للتواصل.

هنا ننظر إلى القلم والورقة اللذين قالا بصورة واحدة ألم نقل لك إنك لا تتحمل فراقنا طويلاً، وإنك مشتاق للكتابة كما يشتاق الحبيب إلى حبيبته أو العكس.

هي إذاً رؤية قد تتحقق في عهد الأجيال القادمة، وحين ذاك سيدرك أولئك بعد النظر لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وإن المستحيل ممكن بقوة الإرادة والإصرار، وتسخير كل الإمكانات المادية وغيرها.