يقال والعهدة على الراوي، إن من أصعب الأوقات على الإنسان مهما كان عمره، صغيراً أو شاباً، أو كبيراً في السن، أن عقارب الساعة سواء الدقائق، أو الثواني، أو الساعات، تسير ببطء لا يطاق، فما بالك إن كنت تنتظر شيئاً مهماً في حياتك، حينذاك تتذكر أولئك الذين كانوا يقولون بعد صلاة الظهر، أو العصر أو العشاء، حينذاك تدرك أن عليك الصبر ولا حل دون ذلك.

تذكرت ذلك حينما قمت بتحديث جهاز الكمبيوتر في المكتب، وذلك لإنجاز الأعمال بأسرع مما كانت عليه، وتظهر على الشاشة مقولة «لا تغلق الجهاز حتى يتم ما يقوم به». إنها الآلة تتحكم بك! ولا تستطيع أن ترفع إصبعك وتضغط على الزر الذي قد يوقت إتمام العملية.

وربما هنا نتذكر سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وهي تشدو «إنما للصبر حدود»، وتتذكر أن الصبر أصبح بلا حدود مهما حاولت تجاهل ذلك.

ونظرت إلى القلم من جديد ورزمة الأوراق، وقلت لماذا لا تحاول أن تكتب حول الموضوع لتغير انتباهك نحو عمل مجد، ما يجعلك تفكر في موضوع المقال، ولا تنسى عدد الكلمات المطلوبة، ومحاولة تجنب الأخطاء اللغوية قدر المستطاع، مدركاً أن من يتابع المقالات في الصحيفة سوف يتصل بك طالباً بعض التغيير في المقال، رافعاً قلمه لإدخال تعديلات يعتقد أنها في صالح كاتب المقال، وهذه سمة يشكر عليها.

ماذا يمنعك من عرض ما كتبت على أكثر من شخص طالباً منهم إبداء ملاحظاتهم أو اقتراحاتهم، وهذا لا يعني الطعن في كبريائك أو ذاتك، ذلك العمل يصب في مصلحتك، لأن المقال بعد نشره سيطلع عليه العديد وفي أكثر من مكان من الشرق إلى الغرب وحتى من الشمال إلى الجنوب.

هنا تشعر بالراحة الذهنية، وتدرك أن الأعمال مهما كانت توجد بها ثغرات، وتدرك أنك داخلياً وجهت ملاحظات على العديد من المقالات المنشورة، سواء للكاتب أو في نقاش مع الأصدقاء.

إن العديد من الدراسات المحكمة توجد بها بعض الثغرات سواء في المنهج أو المعلومات، وتدرك أن تطور وسائل المعرفة وبكل اللغات، سواء العربية أو الإنجليزية وغيرها من اللغات هي التي تساهم في دراسة أو مقالة بشكل أفضل أيها الصديق.

أخيراً وليس آخراً اعتقد أن الصبر هو الحل لمعظم المشكلات لكن على شرط العمل بشكل جاد في ترميم ذلك المقال أو الدراسة، وإعادة قراءته عدة مرات، أو في فترات مختلفة، فقراءة الصباح تختلف عن الظهيرة أو المساء.

من المعلوم أن الإنسان في فترة عمره الشبابي يعتقد أنه سوف يغير العالم، ولن يحول دون ذلك أي شيء! أما المرحلة اللاحقة فإنه يدرك أن التغيير ما هو إلا تراكم المراحل في فترات مختلفة، وهكذا..

ومع كبر العمر والخبرة، تكون أحكامه شبيهة بالسلحفاة التي تسير ببطء شديد إلا أنها تصل إلى نهاية الخط الذي تريده.