بالحديث في القمة الحكومية العالمية في دبي قبل فترة أشار المدير التنفيذي لـ «سبيس إكس» و«تسلا» ايلون ماسك إلى أن البشر والآلات قد يدمجون في المستقبل، أضاف: «ومع مرور الوقت أعتقد أننا سنرى أن هناك اندماجاً بين الذكاء البيولوجي والذكاء الرقمي».
ولاحظ ماسك أن مثل هذا الاندماج بين الإنسان والآلة قد يمكن البشر من استدامة السيطرة على الذكاء الاصطناعي، وأن نطاق الترددات العالية التي قد تتداخل مع العقل البشري ستساعد على تحقيق التعايش بين الإنسان والآلات، وقد يحل بعض المشكلات مثل التحكم بالآلات.
ولقد فعل الكثير في مجال «تقاسم الاقتصاد»، وأصحاب المشاريع الرقمية، الذين يعطلون الوضع الراهن في مختلف الصناعات. ولكن يمكن أن تحل الروبوتات محل العدد المتزايد من العاملين.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت الطائرات المهاجمة من دون طيار تستخدم في كثير من الأحيان في العمليات العسكرية للقوات الأميركية الخاصة.
وذلك بينما انخفضت الوفيات الناجمة عن القتال نتيجة لذلك، وغالباً ما ترك الاعتماد المتزايد على التقنيات المحاربين على الهامش، وتجري الروبوتات اليوم مجموعة من العمليات الجراحية مكان الأطباء المهرة. وبدأت اليابان بتطوير روبوتات خاصة لرعاية المسنين.
وقد تفرض ضرائب على الربح الناتج عن الروبوتات والنظم المؤتمتة. ولاحظ هامون على سبيل المثال إن «أجهزة الخروج الآلية» في المحال التجارية حلت في كثير من الأحيان محل الباعة.
وعرض المرشح الرئاسي الفرنسي بونوا هامون عن الحزب الاشتراكي راتباً أساسياً للجميع يصل إلى نحو 750 يورو شهريا، وذلك تحت شعار حماية العمال بالنظر إلى تقليل أعدادهم بفعل ازدياد أعداد الروبوتات.
واقترح هامون فرض ضريبة على الروبوت الذي يحل محل الإنسان، فضلا عن إمكانية فرض ضريبة على العائد المجني من هذه الروبوتات والنظم المؤتمتة.
خطة هامون بأن يدفع لكل فرد أخذت وظيفته بفعل روبوت راتباً شهرياً رغم أنه لا يعمل أي شيء يثير جدلا أخلاقياً كبيراً، وعلى وجه التأكيد، فإن العلاقة بين قيمة العمل وما يتحصل منه ليست دائماً منطقية.
وبالنسبة إلى الحقيقة التي تشير إلى أن الفنانين والرياضيين يكسبون مالا أكثر من الجراحين على سبيل المثال هو مثال أكثر كلاسيكية عن غيره، ومع ذلك فإن النظام الحالي للرأسمالية أفضل من البديل الشيوعي الذي لا يوجد به علاقة بين الجهد والمكافأة.
والفكرتان الأساسيتان هما: فكرة ماسك الرأسمالية التي تتمثل في دمج الإنسان مع الآلة لتحقيق قدرة خارقة، لقاء فكرة هامون الاشتراكية في جعل الإنسان ينفق يوماً كاملاً وهو يشاهد التلفاز بينما تنجز الآلة كل العمل. وبين هاتين الفكرتين المتطرفتين يكمن إنسان اليوم، الذي يسعى جاهداً لمواصلة تحقيق الإمكانات البشرية دون أي تعديلات روبوتية أو مساعدات حكومية.
كيف يمكن للإنسان المعاصر أن يضمن استمراريته؟.ربما يتعلق الأمر بالخيارات التي صنعتها الدول المختلفة. ولا يمكن للدول الغربية مواصلة الإلحاح على إثقال كاهل أرباب العمل بالضرائب المرتفعة وذلك بسبب الهدر الحكومي وسوء الإدارة.
وخلال الشهر الأخير، صوت البرلمان الأوروبي من أجل تطوير قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بالذكاء الاصطناعي والروبوتات، ومع ذلك، فإن ائتلاف المحافظين داخل البرلمان الأوروبي رفض العرض الخاص بالضرائب المفروضة على الروبوتات، وأوضح أنها لا تنظر إلى الروبوتات باعتبارها تهديداً محتملاً للعمل الإنساني.
وقال تيريز كوموديني، من حزب الشعب الأوروبي، وهو أكبر كتلة انتخابية في البرلمان الأوروبي: «أتطلع إلى توضيح أمر ما: الروبوتات ليست بشراً ولن تكون كذلك أبداً». وأضاف: «لا يهم إلى أي مدى ستحل الروبوتات مكان الإنسان إلا أنها لن تصل إلى خصائصه».
وفي حين يعتبر المعيار الأخلاقي جديراً بالاعتبار، فإن إعادة إصلاح السياسات الاقتصادية الاشتراكية من خلال تقليل أعباء الضرائب المفروضة على الأعمال، أمر حاسم في حال تطلع البشر إلى مواصلة هذه الثورة الصناعية الجديدة.