روح الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الجلسة الأولى لمنتدى الإعلام العربي، توسط هذا الإماراتي بسيط المظهر منتصف المنصة، قرأت الكتيب الذي كان على المقعد لأعرف من هذا الذي أُعطي امتياز الجلسة الأولى منفرداً؟، الاسم «سلطان أحمد بن سليم»، من يكون؟.

بالنسبة لي لم أكن أعرف الاسم سابقاً، تقصيراً مني، قرأت البروفايل، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة دبي للموانئ العالمية، لم أجد فيه ما يشبع فضولي، فاستعنت بعمنا «غوغل» أطال الله في عمره في هاتفي.

فإذا بي أقف عند رقم الأرباح الصافية التي حققتها مجموعة دبي للموانئ العالمية، العالم الماضي، أي في العام الذي تأثرت فيه دول مجلس التعاون بانخفاض أسعار النفط، فوجدت أن دبي حققت أرباحاً بلغت 1.7 مليار دولار، وعائدات بلغت 4.1 مليارات دولار، وتلك قصة نجاح، ولقصص النجاح غواية تجبرك على معرفة المزيد.

إن تحقيق إيرادات 4.1 مليارات دولار عام 2016 ، في نزول أسعار النفط، إنجاز ترفع له عقالك.

سلطان بن أحمد السليم، هذا الرجل المتواضع المظهر، يدير هو وفريقه محفظة مكونة من 77 محطة برية وبحرية عاملة مدعومة بأكثر من 50 نشاطاً ذا صلة تعمل في 40 بلداً عبر قارات العالم الست، يضم تحت جناحي إدارته ما يزيد على 37،000 موظف من 110 بلدان، يديرون خطوط للشحن البحري للمستوردين والمصدرين.

اعتدلت وأصغيت، إذ يستحق أن تخصص له جلسة من كانت إنجازاته تحكيها أرقامها، فإن تحدث رجل من هذا الطراز، تدخل مجموعته في خزينة الدولة مثل هذا المبلغ، فيجب أن نصغي لحكاية نجاح المجموعة .

فإذا علمت أن مجموعة دبي كغيرها من المؤسسات الوطنية، امتثلت لتوجيهات قيادات الدولة بأن تسهم في الرعاية الاجتماعية والوطنية الإماراتية، لترد الجميل لأرضها، وتسهم بدعم باقي قطاعاتها، وآمنت هي وقياداتها بأهمية دور الإعلام، فرعت المجموعة «منتدى الإعلام العربي» الذي يقيمه نادي دبي للصحافة.

وتكفلت بثلاثة آلاف زائر للمنتدى في دورته السادسة عشر، قناعة منها بعنوان المنتدى.

وقد كان «حوار الحضارات»، ومن أكثر من الموانئ جسراً لتواصل الحضارات، كما هو الإعلام اليوم؟ فأنت إذاً أمام نموذج يحتذى في العزف السيمفوني المتكامل بين مؤسسات الدولة الواحدة.

إيمان رموز الدولة انعكس على رجالات الدولة، وقد وضعتهم القيادة أمام المحك لخدمة الوطن ورعاية أنشطته رداً للجميل، تلك سياسة تعكس روح التعاون وجوهرها، والفهم والتقييم السليم لدور الإعلام بالتحديد، إن كنا نتكلم عن المنتدى في خدمة المصالح العامة للدولة، لا عند قياداتها فحسب، بل انتقل إلى مؤسسات لا تناول حاويات فقط على أرصفة موانئها، إنما تخاطب العقول وتفهم معنى وخطورة وأهمية دور الإعلام.

تلك الرعاية من مجموعة الموانئ لهذا المنتدى، ضربت عشرات العصافير بحجر واحد، سوقت لدبي كواجهة استثمارية عن آلاف الإعلاميين.

وسوقت لمجموعة موانئ دبي كنشاط اقتصادي ناجح، وسوقت للواجهة الإعلامية في دبي كمحطة رئيسة في الشرق الأوسط، وصححت مفاهيم وغيرت صور نمطية عن العرب عامة ككفاءات وقدرات تنافس الخبرات الأجنبية، التي نظن أنها وحدها من يستطيع أن يدير محفظة بهذا الحجم، آلاف الزوار شاهدوا شباب الإمارات ونساءها وهم يديرون العمل كخلية نحل في القطاع الإعلامي وقطاع النقل وقطاع الاتصال والمواصلات وتنظيم المؤتمرات، ساهمت مجموعة دبي برعاية المنتدى الإعلامي لنادي دبي للصحافة، في بناء شبكة علاقات عامة توظفها دولة الإمارات في خدمة مصالحها وسمعتها.

على صعيد آخر، نشطت السياحة وملأت أكثر من فندق، ونشطت أكثر من قطاع استفاد من هذا الكم من الزائرين لدبي، هذه المنتديات أسلحة للعمار الشامل غير مباشرة وغير مرئية، إنما عن طريقها ستعرف أن تلك أرقام إن حكت تغنيك عن مليون عقد لشركات العلاقات العامة الأجنبية التي تروج صورتك، إما عبر الأرقام الصماء التي لا تملك روحاً وطنية، وإما بعبارات تكتب بالأجنبية ثم تترجم لتفقد روحها.

حين يتحدث ابن الوطن، وهو قائد لمحفظة بهذا الحجم، أو تتحدث وزيرة مثل لبنى القاسمي، التي أدارت اقتصاداً بهذا الحجم، أو تتحدث سيدات في مواقع اعلامية رئيسية ، وبارزة، أو حتى تقود السيارة التي تحملك للمطار فتاة إماراتية، أو يستقبلك شاب إماراتي، فإن الإمارات تروج لروحها بلغتها دون ترجمة، وبإنسانها، أي بثروتها الحقيقية، تلك هي الروح التي يبحث عنها العالم.

 

Email