نشأت الإنترنت في الولايات المتحدة، ولذلك فإن الخدمات الأساسية وأنظمتها تم بناؤها باللغة الإنجليزية، ومن بينها عناوين مواقع الإنترنت (Domain names) .
والتي صممت لتكون باللغة الإنجليزية، وهذه الخدمة المتوافرة تسبب مشكلة وعائقاً أمام العرب الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية لأنها تتطلب منهم التهجئة الصحيحة لاسم الموقع الذين يرغبون في الدخول إليه حتى لو كان محتواه بلغة أخرى غير الإنجليزية.
وهذا الأمر يجعل من الصعب على الذين يتوقون إلى استخدام الإنترنت ولا يمتلكون أدوات استخدام اللغة الإنجليزية أن يستفيدوا بشكل كامل وسريع من الدخول إلى تلك المواقع والاستفادة من محتواها.
لذلك عملت جهات عربية عديدة على توفير خدمة النطاقات العربية على الإنترنت ويحدوها إلى ذلك عاملان:
أولهما: أن نسبة كبيرة من المواطنين العرب غير قادرين على التعامل مع اللغة الإنجليزية مما يحرمهم فرصة التعامل مع الإنترنت.
ثانيهما: البعد الوطني والقومي الذي يستدعي حق المواطن العربي باستخدام لغته العربية في التعامل مع الإنترنت.
وبدأت الجهود العربية من أجل استخدام النطاقات العربية منذ مطلع القرن الحادي والعشرين وكان من بينها الائتلاف العربي لأسماء الإنترنت الذي عقد اجتماعه الأول في مارس 2001م وانبثق منه تكوين لجان لدراسة دعم أسماء النطاقات العربية.
وفي عام 2003م عقدت منظمة الأسكوا ورشة عمل لخبراء تقنيات المعلومات وأسماء النطاقات ومن أهدافها إصدار المواصفات الخاصة باستخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات.
ثم أسس مجلس التعاون الخليجي مجموعة عمل أسماء عناوين نطاقات الإنترنت بدول الخليج لتكون مشروعاً لدعم استخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات على شبكة الإنترنت ومن ثم تجهيز الخادمات (Servers) لها وبعد ذلك تم تسجيل نطاقات عربية تجريبية.
وقام المركز السعودي لمعلومات الشبكة بتقديم مشروع تجريبي لدول الخليج العربي لهذا الغرض بهدف دراسته والسعي لتعميم استخدامه في الدول العربية. وفي عام 2005 م تم الاتفاق في جامعة الدول العربية على تعميم المشروع التجريبي لدول مجلس التعاون الخاص بدعم استخدام اللغة العربية في أسماء مواقع الإنترنت وليصبح متاحاً لكل من يرغب في استخدامه.
وفي عام 2009 وافقت منظمة (أيكان) المسؤولة عن إدارة الأسماء على الإنترنت على حصول ثلاث دول عربية هي السعودية والإمارات ومصر على استخدام أسماء النطاقات العربية.
وفي عام 2010م تم إضافة النطاقات العربية لهذه الدول لتبدأ المباشرة في العمل.
وعلى الرغم من أن النطاق العربي أصبح متاحاً إلا أن استخدامه لا يزال مجهولاً لدى الكثيرين.
فمن من الناس العاديين الذين يستخدمون الإنترنت يعرفون هذه الخدمة؟
والأهم من ذلك أن الدول التي سعت إلى ترسيخ استخدام النطاقات العربية، هي نفسها بمؤسساتها الرسمية والحكومية لا تستخدم هذه النطاقات، وإن كانت نطاقاتها موجودة فعلاً فإنه لم يتم تعميمها والترويج لها بما يضمن انتشارها لدى الجماهير العربية.
إنها لمفارقة غريبة، فنحن ندرك أهمية استخدامها وفوائدها للإنسان العربي، ومع ذلك ننسى أنه بإمكاننا أن ندخل إلى الإنترنت بأسماء مواقع عربية وبأحرف عربية. وهي مسؤولية سياسية بالدرجة الأولى يمكن أن تتحقق بقرارات تطالب كل المؤسسات والشركات بأن يكون لها اسم عربي ونطاق عربي وعند ذاك سوف يكون للنطاقات العربية جدواها ويستطيع كل من يرغب في استخدام لغته العربية أن يفعل ذلك.