(1971) أربعة أرقام لها في قلب كل إماراتي مكانة عظيمة. أربعة أرقام ما إن اجتمعت حتى جمعت شمل شعب بأكمله على كلمة واحدة ويد واحدة ومصير واحد.
فهي تمثّل العام الذي تأسس فيه اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي انطلقت فيه الشرارة الأولى لشعلة الإبداع التي لم تنطفئ منذ سبعة وأربعين عاماً، وهي رمز لدولة فتية أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على قيم الخير والمحبة، واستمرّ على نهجه أبناؤه وقادتنا الغرّ الميامين الذين أكدوا على أهمية الإنسان واحترامه، وعلى قيم التسامح والبذل، وكانوا روّاداً في كل إنجاز وكل محطة بناء وتنمية، فأثبتوا أنهم خير من يعمل على خدمة شعبه وأمته.
فقد رسم الجيل المؤسس من قادتنا العظام خارطة الطريق لمن جاء بعدهم من قادة حملوا لواء البناء والتعمير والحضارة، فرفعوا قَدْر الإنسان ومكانته، لأن نهجهم بُني على احترام الإنسان واعتباره الثروة الأغلى للوطن، فقد وضع قادة الإمارات في أعلى سلّم الأولويات تحقيق سعادة الشعب وتقديم كل ما من شأنه أن يرفع مكانته بين شعوب العالم، وأن يجعله محطّ تقدير واحترام بين جميع الأمم.
وقبل كل ذلك، حرص قادتنا الميامين على أن يكون الشعب الإماراتي محطّ تقديرهم واحترامهم بشكل شخصي، فأزالوا كل الحدود والحواجز بينهم وبين أبناء هذا الشعب، وبنوا لأنفسهم قصوراً من المحبة في قلب كل إماراتي، لما لمسه أبناء الإمارات من تواضع ومحبة واهتمام من قادتهم.
هذا ما تفعله القيادة الملهمة بحق، لتكون أقرب إلى شعبها وليكون أبناء الشعب أقرب إليها، فالقائد الملهم هو الذي يحطم الأسوار التي تمنع أبناء شعبه من الاقتراب منه، هو الذي يلتقي بالناس فيسلّمون عليه كواحد منهم، هو الذي يفاجئهم بحضوره بلا إنذار مسبق، في أماكن عملهم، وفي المراكز التجارية، وفي الأماكن العامة والمطاعم والساحات والمعارض والمؤتمرات، هو الذي ترفع سماعة هاتفك ذات يوم لتسمع صوته على الطرف الآخر، يكلّمك من رقم يحمل أرقام عام تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
فحين يرن هاتفك وترى أن رقم المتصل هو (1971) ستعود بالزمن 47 عاماً مهما كان عمرك، ستعود إلى نقطة البداية في سباق التقدم والتميز الذي حققت فيه الإمارات مركزاً متقدماً متفوقة به على الكثير من دول العالم. ستعود ما يعادل 47 عاماً بمقياس الزمن، لكنه يعادل آلاف الأعوام بمقياس التقدم.
(1971) يتصل بك، تفتح هاتفك لتسمع صوتاً سكن قلوب الإماراتيين جميعاً واستوطن أفئدتهم، صوت القائد الملهم الذي استطاع أن يكون الأخ والأب والابن لكل إماراتي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فهو المتصل الذي هنّأ شعبه باليوم الوطني عبر اتصال خاص وبصوته وبكلماته ومشاعره النبيلة.
في موقف كهذا يصمت الكلام. وتعجز الحروف عن التعبير أمام عظمة هذا القائد الاستثنائي، الذي أراد أن يكون حاضراً مع شعبه بشكل شخصي في احتفالات اليوم الوطني، عبر حضور صوته وكلماته، وعبر التأكيد لهذا الشعب أن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة مستمرة بالعمل من أجل شعبها ولتحقيق سعادته. ولكي تكتمل فرحة الإماراتيين في هذا اليوم المبارك، أعلن سموه بتغريدة عبر (تويتر) أن «العالم يفتح أبوابه لشعب الإمارات».. فقد صعد جواز السفر الإماراتي إلى المركز الأول على مستوى العالم بدخول 167 دولة، حسب مؤشر «باسبورت إندكس» التابع لشركة آرتون كابيتال للاستشارات المالية العالمية، متجاوزاً بذلك دول العالم المتقدمة جميعها وخلال زمن قياسي. وليس غريباً أن تحقق الإمارات هذا الإنجاز في وقت قصير وهي التي اعتادت أن تكون السبّاقة في كل شيء، وتعوّد العالم أن ينظر إليها كدولة فتيّة نضجت تنموياً وتكنولوجياً وعلمياً وعمرانياً بسرعة مذهلة وعلى مستويات غير مسبوقة.
فالإمارات التي تحتفل اليوم باتحادها الذي لم يبلغ خمسة عقود من العمر، تحتفل في الوقت ذاته بإنجازاتها التي لا تقاس ولا تعدّ ولا تحصى، وأجمل ما في احتفالها أن قادتها يشاركون أبناء شعبهم فرحهم بشكل شخصي، ويثبتون لهم بأنهم قريبون منهم أكثر مما يتخيلون، وأنهم موجودون معهم دائماً، وموجودون من أجلهم في كل لحظة ومع كل خطوة تخطوها دولتنا الحبيبة باتجاه إنجاز جديد.
* المنسق العام لبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز