كثير من أجيال المواطنين الذين يعيشون الآن على أرض الإمارات لا يستوعبون جيداً مدى المشقة والجهود الكبيرة التي بذلت في بناء هذا الوطن وهذه الدولة التي استطاعت في فترة صغيرة من الزمن أن تحقق إنجازات لم تستطع دول كبيرة وقديمة وغنية أن تحققها في سنوات طويلة من عمرها، من يتخيل شكل الإمارات قبل نصف قرن مضى وينظر إلى شكلها الآن، لا يستطيع أن يصدق عينيه، إنجازات ومشاريع وحضارة وتكنولوجيا حديثة وبنية تحتية تبهر العالم وأبراج تحطم الأرقام العالمية، ونظام حديث في التعاملات تحلم به معظم دول العالم، وعشرات الجنسيات تهرول إلى هذا البلد لتعيش فيه وتنعم بخيراته، ومسيرة تنمية وبناء مستمرة بلا توقف وتسابق الزمن.

وانطلاقات على الأرض وفي البحار وإلى الفضاء، وأمن وأمان واستقرار تحسدنا عليه كافة دول العالم وشعوبها، ونحن المواطنين والمقيمين على أرض هذه الدولة لا تساعدنا الذاكرة على الرجوع إلى ما قبل نصف قرن لنتخيل الصحراء الواسعة الفقيرة والبيوت الطينية ومياه الآبار والنخيل والحياة البدائية التي كانت تحياها هذه البلاد، كل هذا تغير وتبدل في فترة وجيزة من الزمن بفضل الله، وبفضل جهود مؤسسين عظام لهذه الدولة، وجهود أجيال من العظماء، نساء ورجال ساهموا بجهودهم في مسيرة البناء والتنمية.

سنوات طويلة مرت على رحيل صاحب القلم الأخ والأستاذ غانم غباش، وأتذكره كلما رأيت ابني غانم وهو يحمل الجرائد اليومية لنقوم بالاطلاع على أخبار العالم سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية الأخرى.

إنها الحياة يا صديقي وسوف تظل بإجراء مقارنة بين العربية والأجنبية وتدرك أن الكتاب يركزون على مواضيع دون غيرها.

بين المكتبة المنزلية والفراش مسافة قصيرة لكنها في بعض الأحيان طويلة، وخاصة عندما يتحكم العقل بالجسد، إلا أن العاطفة الجياشة تهزم أولئك مؤكدة حقها في البقاء مع الذاكرة.

في مؤسسة العويس الثقافية تم عرض مسرحية (الساعة الرابعة) للمسرح الحديث، ومن شاهد المسرحية يدرك أن الصراع بين الشخصيات هو في الواقع يجسد ما جرى في معظم البيوت.

المرأة من ناحية والأطفال وكبار السن من ناحية أخرى، كل يريد جرك لتصبح من أتباعه، وكأنك آلة من الزمن تحركها عقارب الساعة وأجزاء أخرى.

كنت أخشى ألا يحضر أحد في ذلك اليوم، لكن الحضور أكد لنا أهمية المسرح وأن له عشاقه وجمهوره، فهل يعقل أن نسى الناس صقر الرشود، أو خالد النفيسي، أو عبد الحسين عبد الرضا، أو غيرهم.

هنا نتذكر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم المؤسس الأول لدبي وشريك المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأسيس اتحاد دولة الإمارات، نتذكر هذين الرجلين العظيمين صاحبي الأيادي التي امتدت بالخير للجميع من أبناء الإمارات وغيرهم، واللذين لهما مواقف إنسانية لا تحصى لصالح الأمتين العربية والإسلامية، ولهما فضل كبير على تطور مكانة المرأة الإماراتية، والتي تكللت اليوم بمبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بمنح المرأة نصف مقاعد المجلس الوطني الاتحادي.

وكانت البداية على يد المؤسسين للدولة بمنحها حق التعليم إلى أعلى المراحل، إن تعليم الفتيات في الإمارات ما كان ليصبح واقعاً لولا تلبية الأهل نداء القيادة وتوجيهاتها بإرسال بناتهم إلى المدارس لإسكات أولئك الذين كانوا يرون ذلك من المحرمات، فهل يجرؤ أحدهم الآن على نقد تلك الخطوة العملية والتي جعلت العديد من البنات وزيرات ومديرات وطبيبات ومهندسات ومعلمات في الجامعة والمدارس، إنها النهضة المستمرة في دولة الإمارات العربية المتحدة من تأسيسها حتى الآن، فلنشكر الله على أن وهبنا هذا الوطن المعطاء وهذه القيادة الحكيمة والرشيدة والمحبة لشعبها.

Ⅶ كاتب إماراتي

Ⅶ د. محمد عبدالله المطوع *