المناطق الحرة.. حاضنات متكاملة للأعمال

تعتبر المناطق الحرة هي حاضنات الأعمال الأكثر أهمية ونشاطاً في الدولة، حيث تعجُّ بالأعمال والاستثمار والتجارة، وفيها من المميزات ما لا تجده في العديد من المؤسسات التي ترعى الأنشطة الاقتصادية، وتنتشر العديد منها بشكل كبير في جنبات وأنحاء دولة الإمارات، ولا سيما دبي.

وكما تعلم عزيزي القارئ أن المناطق الحرة لها العديد من المميزات التي تجعل المستثمرين يفضلون ممارسة نشاطاتهم الاقتصادية فيها، فالمنطقة الحرة بداية توفر بنية تحتية قوية لجذب المستثمر، بدءاً من المكاتب المفروشة والمستودعات لإقامة النشاط التجاري، وانتهاءً بالخدمات اللوجستية كالاتصالات وغيرها.

بالإضافة إلى المميزات الأخرى التي تعتبر الأهم فيما يتعلق بتسهيلات التملك والاستثمار، والذي يشغل بال المستثمرين دائم، وهو نسبة تملك مشروعاتهم، والتي وصلت إلى 100% في العديد من المناطق الحرة داخل الدولة.

هذا بالإضافة إلى العديد من المميزات الأخرى كحرية اختيار النشاط التجاري، وسهولة الاستيراد والتصدير، خاصة في المناطق الحرة التي تتبع الموانئ كمنطقة ميناء خليفة في أبوظبي، والتي تعتبر من أكبر المناطق الحرة على مستوى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الإعفاءات الجمركية والضريبية.

وهناك العديد من الميزات الأخرى التي تجعل من المناطق الحرة عنصر جذب مهماً للأموال والخبرات والأفكار الناجحة، وهو ما ينبغي استثماره والاستفادة منه في دفع عجلة أنشطة اقتصادية أخرى ما زال تمثيلها خجولاً في مثل هذه المناطق، على سبيل المثال المشروعات الصغيرة والمتوسط، ومشروعات الشباب الإماراتي لا بد أن تجد لها موطئ قدم في مثل هذه المناطق.

فلا يخفى على أحد اهتمام دولة الإمارات بفئة الشباب، وكيف أن حكومة الإمارات تحاول تطوير خبرات هذه الفئة، وأن تصقل مهاراتها في العديد من الجوانب، ومنها الجانب التجاري، الذي نراه ظاهراً وبشكل جلي في صناديق التمويل الحكومية، والعقود الممنوحة للتجار الشباب من مواطني الدولة، بالإضافة إلى التسهيلات والإعفاءات في المؤسسات الحكومية التي تخصص لرواد الأعمال المواطنين.

وخلاصة الفكرة أن تتم تهيئة مساحات في المناطق الحرة لرواد الأعمال المواطنين، بحيث تخصص هذه المساحات سواء مكاتب أو مستودعات لدعم هذه الفئة، فتكون حاضنة لأعمالها التجارية، برسوم رمزية أو بإعفاء من هذه الرسوم، فرائد الأعمال عندما يجد البنية التحتية المميزة التي تحتضنه فسيكون ذلك بمثابة الحافز له على الاستمرار في أعماله وتطويرها، فوجود رائد الأعمال المواطن في مثل هذه المناطق سيكفل له العديد من المميزات، ومنها:

1- الوجود بجانب العديد من الشركات والمؤسسات التي تُعنى بتجارته وتخصصه، ومن خلال وجوده معهم، ستفتح أمام رائد الأعمال العديد من الآفاق لتنمية التجارة والتعاون مع المؤسسات المشابه لمؤسسته، بالإضافة إلى بروز فرص الاندماجات والاستحواذات أمام رائد الأعمال.

2- الاستفادة من الخبرات المتراكمة في المناطق الحرة، فالعديد من الشركات الموجودة في المناطق الحرة أصبحت شركات كبيرة، ومن خلال وجود الرواد المواطنين مع باقي المستثمرين في مكان واحد سيستفيد الرائد من هذه الخبرات والمعارف نتيجة الاحتكاك اليومي بهم، بالإضافة إلى توسيع دائرة المعارف والصداقات ضمن بيئة الأعمال القوية والموجودة في المناطق الحرة.

3- الاستفادة من الفرص المتاحة في المناطق الحرة من الإعفاءات والتسهيلات الخاصة بالبضائع، والخدمات، وحركة الأموال، بالإضافة إلى الاستفادة من البنية التحتية القوية لهذه المناطق، والتي تعتبر حاضنات مثالية للغاية لرواد الأعمال المواطنين.

هناك العديد من المميزات الأخرى التي ستخدم رائد الأعمال في حال وجوده ضمن المناطق الحرة، ما يدفع إلى تنمية الخبرات وزيادة الكفاءات، وتوسع الأعمال الخاصة بالتجار الصغار من المواطنين والمواطنات، بما يخدم أعمال هذه الفئة ويذلل العراقيل أمامها، لضمان استمرارية أعمالهم وازدهارها.