بداية نقدم أحر التعازي لدولة الإمارات حكومة وشعباً، هذه الدولة التي سطرت تاريخها بأحرف من نور بما قدمته للكرامة والعروبة وأمنها من دماء أبنائها الأبرار، وتحية لهذا الشعب الذي يصطف خلف قيادته مؤازراً داعماً مؤيداً في السراء والضراء.

دولة الإمارات تقدم نموذجاً لهذا التلاحم المنشود بين الشعوب وقياداتها، وفي الشأن اليمني، نرفع القبعة لحنكة القيادة الإماراتية عند حسم وعزم محمد بن زايد وإخوته الذي صنف الملفات التي تضطلع بها الدولة الأم وفق أولوياتها، ووضع ملف التحالف مع المملكة العربية السعودية فوقها جميعاً فأجل أي ملف يتقاطع مع رؤية المملكة قد يؤثر على لحمة هذا التحالف وتقويته ان وضع في المقدمة، لينم ذلك القرار عن إيثار عظيم وفهم عميق للمعطيات الواقعية، وهذه هي القيادة الحقة الفطنة التي يجب على كل الإماراتيين الالتزام بقرارها.

دولة الإمارات اليوم تحمل على كاهلها ملفات معقدة وما ذلك إلا لأنها تمارس دورها المناط بها كواحدة من الدول الفاعلة في المنطقة وعلى الصعيد الدولي.

وهي أحوج ما يكون إلى خطاب محلي موحد يعزز جهودها ويعينها على الإمساك بخيوط تلك الملفات دون تشتيت، ولهذا يقع على كاهل الإماراتي -أياً كان موقعه - المنخرط في الشأن العام أن يتماهى مع الخطاب الرسمي، هذا التماهي لا يعني مصادرة لحرية التعبير أو تقييداً لها، إنما تقتضي مراحل الحسم التي تمر بها أي دولة أن ينعكس الصف الواحد وتنعكس اللحمة الوطنية على الخطاب شعبياً كان أم رسمياً، وهذا ما لمسناه مما يستحق منا هذا الموقف الشعبي أيضاً رفع القبعة لهذا الالتزام الشعبي والتفهم لعملية ضبط الأدوار.

الدولة ومؤسساتها الرسمية هي من يحدد ترتيب الملفات وما يقدم على الآخر وما يؤخر، فهي من يقع على كاهلها اليوم معالجة كل منها، فإن اقتضت الحاجة تقديم أي ملف أو تأخيره فتلك مصلحة بنيت على دراسة وتقييم ومعلومات يجب أن يلتزم بأولوياتها كل أفراد الشعب باصطفافهم خلف قيادتهم.

لا أحد ينتقص من ولاء الإماراتيين لدولتهم ولقادتهم، بل بالعكس نرى هذا الحب وهذا الوفاء عندهم يشكل نموذجاً مثالياً للالتحام بين الشعب وقيادته، ولكن الأمر في النهاية يعود دوماً للدولة مؤسسات وقيادة أن تحدد أي الملفات يقدم على الآخر.

هناك الملف اليمني وملف التصدي للإرهاب وملف التحالف العربي وملف التحالف مع السعودية أضف له ملف العمل الإنساني، كل هذا إلى جانب ملف تنمية ونهضة الدولة ورفاهية شعبها، ولا تستطيع الإمارات أن تدير ظهرها لأي من تلك الملفات، فهذا قدرها وقدر أي دولة تسعى للصدارة وتدافع عن مكتسباتها في الوقت ذاته، فأعداء النجاح الإماراتي كثر ويتربصون بها بل ويتمنون ويعملون على اختراق أمنها وهدم منجزاتها، فلله درها من دولة قدرها أن تكون في المقدمة، ولا يحمل هذا الثقل إلا من هو أهل له.

ضحت، وقدمت، وأعطت في كل هذه الملفات قمة العطاء، وكتبت تاريخها بأحرف من نور بدماء شهدائها في سبيل الحفاظ على أمن الأمة العربية وكرامتها، وتصدت لأبشع حملات التشويه الممنهج الذي أراد الانتقاص منها، ولكن هيهات، فما قدمته هذه الدولة سيظل ويبقى هو الحق الذي لا تغطيه سحب التضليل، وهيهات أن ينجح عدوها في شق صف التحالف أو شق الصف الإماراتي، فالبيت متوحد رغماً عن أنف الحاقدين.

* كاتبة بحرينية