سمعنا وما زلنا نسمع برغبة إيران في مسح إسرائيل من على الخريطة الجغرافية في المنطقة. وبأنهم سوف يلقون بإسرائيل في البحر بشكل نهائي. حيث إنها سرطان يجب استئصاله من جسد منطقة الشرق الأوسط.
جاءت أولى التصريحات في بدايات الثورة الإيرانية بعد سقوط الشاه. واستمرت تلك الشعارات الواهية الواهنة للاستهلاك الآدمي المحلي والعربي خصوصاً تلك الشعوب الساذجة التي لا تستوعب درس إيران وإسرائيل.
وبقراءة سريعة للتاريخ خلال حقبة ما بعد سقوط نظام الشاه وصعود الثورة الخمينية ومقارنة بما قامت به إيران على مدى تلك العقود الأربعة الماضية وتاريخ العلاقة ما بين إسرائيل وإيران نجد بأن النتيجة لتلك العلاقة أو التوترات الكلامية بين الدولتين إذا ما استبعدنا التعديات الإسرائيلية على إيران في محطة الصراع في سوريا. نجد أن الأفعال وردود الأفعال من الطرفين لا تعدو كلاماً فارغاً في الهواء.
ودغدغة لمشاعر الشعوب والجماهير المحلية فلم نشهد أي حدث له قيمة يوازي الكلام ولا توجد أفعال. وقد توجد تحرشات من قبل إيران عبر أذرعها في منطقة الشرق الأوسط.
لتحريك انتفاضة هنا أو افتعال حرب هناك، فاستغلت تلك الظروف للدخول من هذا المدخل فعملت على تأجيج الطائفية في المجتمعات متعددة المذاهب ولعبت لعبتها فأذلت الشعوب بمال البترول التي ضنت به على شعبها الجائع وعلى حساب عملتها الساقطة.
إن مغامرات إيران على مدى العقود الماضية كان لها تأثيرات سلبية خطيرة على إيران نفسها التي وجهت ثروات شعبها ونفطه إلى الإرهاب ومساندة الحركات الضلالية الإرهابية كما شهدنا ذلك في اليمن بعد أن تم الاتفاق بين الفرقاء في اليمن قبل سنوات فلم يناسبها هذا الاتفاق وعملت على تحريك الحوثيين لقلب الطاولة وتحريك الإرهاب الذي جاء على حساب هذا البلد وشعبه.
وحرضت الحوثيين للتحرش والهجوم على السعودية! هذا علاوة على تضييع ثروات شعب إيران سعياً للسلاح النووي. وبناء المفاعلات النووية ومحطات الطرد المركزي! وكأن العالم أو منطقة الشرق الأوسط بحاجة لأخطار جديدة!
ومن جانب آخر فإن ما يثبت نظريتنا التي نقول بها بأن إيران لا تجرؤ على مواجهة إسرائيل فكل تهديداتها على مدى أربعين عاماً ليس لها أي قيمة. فأجندتهم في هذا الصدد تتعارض مع حلم التوسع والهيمنة على الشعوب المستضعفة تفرض عليها إرادتها.
ولم تطلق على إسرائيل رصاصة واحدة بطريقة مباشرة إلاّ من خلال واسطة وعبر أدواتها الغبية كما أسلفنا.. فهي تدرك تمام الإدراك بأن إسرائيل ليست وحدها، وخلفها من لن يسمح بالمساس بها، وإذا كانوا يقولون بأن إيران تلقت الضربات من قبل الهجوم والقصف الإسرائيلي على مواقعها في سوريا بالقرب من حدود إسرائيل مع سوريا وفي أماكن متفرقة وآخرها في الصيف الحالي. فلم لم تضرب إيران إسرائيل التي استهدفت قواتها في سوريا؟ لم هذا الخوف؟!.
إن زعماء إيران يجيدون ضرب شعوبهم عندما تنتفض أو تعترض أو مجرد أن ترفع رأسها وتعترض على أحداث سلبية في الداخل. كما حصل في القمع الذي حصل على شعبهم عندما اعترضوا على نتائج أحد الانتخابات الرئاسية التي جرت منذ سنوات عندما رأينا قمعهم لشعبهم.
إن الأحلام الإمبراطورية الفارسية لم تغب يوماً عن ذهن الزعماء الإيرانيين الحاليين والسابقين على عهد الشاه. في طمعهم بفرض السيطرة والنفوذ على الأمة العربية.
وهدفاً لإسقاط وكسر أركان هذه الأمة بكل ما أوتيت من قوة. الفكر الإيراني لم ينفك يوماً عن تلك الأحلام وسعيه خلال العقود الماضية على هذا الهدف حتى نجحوا في كثير من المواقع فأينما وجدت إيران نجد الشر والإرهاب.
* كاتب كويتي