كثيرة هي الأيام العادية في حياتنا اليومية، التي تمر بشكل عادي، وحتى أقل من عادي، ولكن هناك أياماً في حياة الشعوب والأمم، تلك الأيام لها قيمة كبيرة دون الأيام الأخرى، ومن تلك الأيام، اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة الثامن والأربعون، الذي تبقى أيام قليلة، لتمر علينا تلك المناسبة العزيزة، خاصة على شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى دول الخليج عامة، تلك المناسبة الغالية، التي تمر هذا العام، وفق نكهة خاصة، حيث ترسخ الكثير من المعاني الوطنية والوحدوية لإمارات الاتحاد، وتأتي في ظل تماسك وقوة اتحاد الدولة في بوتقة واحدة، تخطو خطواتها نحو المستقبل والحياة المشرقة، بكل ثبات واستقرار وعزيمة قوية، على تخطي المستقبل الناهض بالتنمية والتخطيط المدروس والسليم لكافة مجالات وأصعدة الدولة الداخلية.
تأتي مناسبة اليوم الوطني الإماراتي لهذا العام، لتؤكد أن ما قام به المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما أرسى فكرة الاتحاد، وبذرة روح الاتحاد للإمارات السبع، في الثاني من ديسمبر من عام 1971 م، والتي نمت وترعرعت تحت ناظريه، وبرعايته السامية، إلى أن وصلت إلى ما نراها اليوم عليه، إنما كانت بذرة طيبة من أيدٍ طيبة مباركة، كان لها الفضل الكبير في ما نراه من تطور ورقي لهذه الدولة الفتية، وساهمت في النهوض بتلك البلاد نحو آفاق بعيدة، حققت خلالها الكثير من الإنجازات العصرية والتنموية، ومواكبة لكل مقتضيات العصر الجديد، فقد أرسى زايد، الكثير من المداميك الأساسية، التي كان لها الأثر الكبير في قوة ومتانة دولة الإمارات وصلابتها، لمواجهة الظروف المستقبلية الصعبة، في خطوة تنم عن رؤية بعيدة المدى لزايد، ومعرفة غير عادية بما ينتظره هذا البلد والعالم.
وقد واصل من بعد تلك المسيرة، شيوخ وحكام دولة الخير والعطاء، دولة الإمارات العربية المتحدة، هذه الدولة التي حققت المستحيل، ضمن بقعة الصحراء التي كانت عليها في ما مضى، وأصبحت ما أصبحت عليه اليوم، حيث فرشت الصحراء بجنان ورياحين، غطت معمورتها، في خطوة قلما تتكرر في هذا العصر، فدولة الإمارات هي التجربة الحية لتلك الدولة التي لا تتوقف عن السير للأمام، وتؤمن قيادتها إيمانا راسخاً، بأن التاريخ لا يعرف الثبات والركون إلى أمجاد معينة، وإنما تعرف أن التاريخ هو التقدم للأمام دوماً وأبداً، وتحقيق المستحيل.
إن دولة مثل دولة الإمارات، يحق لها أن تفخر بما وصلت إليه، وما حققته على أكثر من صعيد ومجال، ويحق لنا، نحن العرب والخليجيين، أن نفخر لما نراه من تقدم وتطور بلغ مبلغه الكبير في الحياة الاجتماعية والمدنية، وتنمية الدول وتحقيقها الإنجازات الضخمة تلو الإنجازات، التي لا تقف عند حد، وتبهر الناظر والمراقب لأحوالها في كل حين وفي كل وقت، فهنيئاً لدولة الإمارات قيادتها التي آلت على نفسها إلاّ أن تصل بسفينة الإمارات إلى بر الأمان والاستقرار، وسبيلاً لنهضتها وتطورها الدائمين على مر السنين.
إن النجاحات والإنجازات التي حققتها دولة الإمارات طوال عقود ماضية منذ الاستقلال، كان لها عظيم الأثر في مستقبل تلك البلاد على المستوى الحالي والمستقبلي، والتي أرست الكثير من المفاهيم والرؤى بعيدة النظر، فما وصلت إليه من إنجازات، يعتبر بحق أمر يفتخر به شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن جانب آخر، يمكن القول بأن تحقيق النجاح بتوجيهات من قبل قيادة الدولة، كان نتاج استكمال مشترك بين جميع عناصر الدولة، الذي يعبر عن اتفاق غير مكتوب بينهم، لتحقيق النجاح في الإنجازات لهذا البلد، ويعبر أيضاً عن حرصهم على وصول البلد لأعلى المراتب بين الدول في العالم أجمع.
إننا كشعوب خليجية، نفتخر بالإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة، والنجاح الذي تحقق لهذه البلاد، هو نجاح لنا جميعاً، أدام الله على دولة الإمارات وشعبها النجاح الدائم. والله الموفق.