لطالما تميزت العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بطابع مميز من العلاقات، فهي ثابتة وراسخة بجذور قوية وروابط لا تنفصم، تلك العلاقات التي أنشأها القادة المؤسسون الحكماء في البلدين الشقيقين منذ زمن طويل.

وما زالت تلك القيادات الرشيدة في البلدين تعمل على ترسيخها، تلك العلاقات التي مرت بمحطات بارزة وحافلة بالخير والبركات، وأسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام والتنمية في البلدين، ومن خلال مسيرة مجلس التعاون الخليجي، بما يحقق المصالح المشتركة بينهما ومع جيرانهما.

تلك العلاقات الوطيدة منذ زمن بعيد، التي يربطها الكثير من الروابط بالعادات والتقاليد والتاريخ المشترك، واستمرت تلك العلاقات مع مرور الزمن، وأصبحت مثلاً يحتذى للعلاقات الأخوية بين الدول التي تجمعهما الروابط والاهتمام المشترك.

إن جذور العلاقات التاريخية الثقافية بين السعودية والإمارات تمتد إلى عمق التاريخ، وازدادت هذه العلاقة مع تطور الثقافات والعلوم وغيرها من المجالات الحيوية.

ومن ناحية أخرى يمكن القول: إن محور العلاقات بين المملكة العربية السعودية وبين دولة الإمارات العربية المتحدة يعد محوراً نموذجياً للعلاقة، التي تجاوزت كل الحدود بين العلاقات بين الدول، إذ لدى الدولتين الكثير من الروابط والعوامل المشتركة، حيث هناك الكثير من التوجه في الرؤى الواحدة للكثير من الأمور والتوافق في المواقف والسياسات حول العديد من القضايا المشتركة وغيرها من الكثير من القضايا العامة.

وتعكس تلك العلاقة عمق ما يربط البلدين من علاقات صلبة تستند إلى إرادة قوية ومشتركة للدفع بها إلى آفاق أوسع من التعاون والعمل المشترك، لما فيه مصلحة البلدين ومصلحة مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز قدراتها على حفظ أمنها واستقرارها وحماية منجزاتها ومصالحها، هذا في الوقت الذي تستند فيه العلاقات القوية والاستراتيجية بين السعودية والإمارات إلى أسس متوافقة تجاه مختلف القضايا المتعلقة بالمنطقة والعالم، إضافة إلى أن العلاقة بين الرياض وأبوظبي تعد ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمن القومي العربي، خاصة أن العلاقات الثنائية بين البلدين هي علاقة راسخة وعميقة تستشرف من خلالها قيادتا البلدين تطويرها وازدهارها في كل المجالات في المستقبل.

وشكلت العلاقات الثنائية نموذجاً للتعاون والتبادل المشترك بين دولتين، إذ تعمل كل من السعودية والإمارات على التعاطي بشكل موحد في القضايا والمستجدات من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات، والتي ظهرت بشكلها الواضح في قضايا اليمن وإيران وغيرها من الصعوبات التي تواجه المنطقة، ما شكل سداً منيعاً أمام تلك التحديات، وهو ما شكل منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، خاصة مع ما تتميز به سياسة البلدين سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب، والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.

إن العلاقات الاقتصادية بين المملكة ودولة الإمارات متينة للغاية، مصدرها عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين، والتي تمتد جذورها إلى الماضي البعيد قبل ظهور النفط، والتي تطورت بعد اكتشافه.

كما أن تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين وما تتميز به من أخوة صادقة ورغبة قوية في تطوير التعاون الثنائي، لا سيما في المجالات الاقتصادية، يجعلنا نقف على أرض صلبة تمنحنا التفاؤل والفرص لتوطيد هذه العلاقات والارتقاء بها إلى مستوى طموحات القيادة الحكيمة في البلدين، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، لرفع نسبة التبادل التجاري والاستفادة من جميع الفرص الاستثمارية المتاحة فيها عبر إقامة مشاريع تجارية واستثمارية مشتركة.

وتؤكد مسيرة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، لا سيما خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكامل اقتصاداتهما، فالسعودية والإمارات تؤمنان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، وتفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام، ما ينبئ بالمستقبل الزاهر الذي ينتظر مسيرة هذا التعاون، الذي يصب في خدمة البلدين والشعبين الشقيقين.

واليوم ونحن على أعتاب مرحلة مهمة من التاريخ نجد أن تلك العلاقات يتوجب تعزيزها وتتويجها بالكثير من الروابط والعلاقات الوشيجة، وذلك في العديد من المجالات والصعد، والله الموفق.