هل أنقذ قيس بن سعيد رئيس الجمهورية التونسية نفسه وأنقذ تونس معه من فخ نصبه الإخوان في اللحظة الأخيرة؟

بعد ضجة كبيرة داخل وخارج تونس حول تصريحات أردوغان في المؤتمر الصحفي الذي عقده في العاصمة تونس وإلى جانبه الرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية تناقض فيها الخطاب القومي العربي الذي صاحب فخامته منذ استلامه للرئاسة وبين ما جرى في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رجب طيب أردوغان، حيث حرص السيد الرئيس قيس سعيد على أن لا يخطئ في الإعراب والقواعد العربية حرصاً شديداً جعله يعيد بعض الكلمات في ردوده على الصحفيين بعد أن يصحح تشكيلها إن كانت مرفوعة أو منصوبة إلا أنه لم يحرص بذات الدرجة على الرد على رئيس دولة أجنبية يهدد بالتدخل العسكري في دولة عربية من على أرضه!!

وحسناً فعل الرئيس قيس سعيد في اليوم التالي بالإعلان عن موقف تونس المحايد في ليبيا وأنها لن تنضم لأي تحالف، كما استهجنت الرئاسة التونسية التصريحات حول انضمام تونس لحلف تركي في ليبيا. وقالت إن تصريحات (الرئيس التركي) أردوغان لا تعكس فحوى اجتماعه مع الرئيس قيس سعيد.

وأضافت الرئاسة التونسية أن «الادعاءات الزائفة حول موقفنا من ليبيا تنم عن سوء تقدير»، مؤكدة أن الرئيس «حريص على سيادة البلاد وحرية قرارها».

الغريب في الأمر أن حكومة الوفاق الليبية أعلنت أن تونس انضمت للحلف التركي الليبي مباشرة وذلك بعد زيارة قام بها فايز السراج وبدلاً من استضافة أطراف النزاع الليبي الليبي، استضافت تونس دولة أجنبية هددت بالتدخل العسكري من على الأراضي التونسية مقابل تقديم زيت الزيتون وبعض الصابون في إهانة واضحة لكيان دولة مستقلة ذات سيادة، وذلك دأب تصريحات السيد أردوغان دائماً في أي شأن عربي فهو الذي برر تدخله في ليبيا لأنها إرث عثماني وأن مصطفى أتاتورك قاتل فيها كجندي عثماني!!.

وسواء جاء نفي السيد الرئيس قيس سعيد بسبب الضغوط الشعبية الرافضة والمحتجة على الوقاحة التركية أو كان ذلك الموقف مبدئياً ولم يظهر في المؤتمر الصحفي إلا أنه يعيد الأمور لنصابها العروبي الصحيح ويتسق مع موقف الدولة التونسية العربية الحرة المستقلة ذات السيادة والتي لا يمكن أن تقبل أن تكون بوابة أو منصة لقوات أجنبية للاعتداء على دولة عربية أخرى.

فهل ترتيب زيارة فايز السراج وبعده أردوغان كان فخاً نصبته جماعة الإخوان في تونس للرئيس التونسي الجديد ونجح هو في الخروج منه في اللحظة الأخيرة؟ يجوز وإنما في النهاية نهنئه على خروجه سالماً وخروج تونس من هذا الفخ.

فهل أراد الإخوان بيع تونس لتركيا كما يفعلون في ليبيا مقابل إنقاذ زراعة زيت الزيتون وإنقاذها من مشاكلها الاقتصادية التي تعاني منها في هذه الأيام.. حيث ركز أردوغان على مساهمة تركيا في هذا القطاع بالتحديد؟ فجماعة الإخوان المسلمين مستعدة لبيع أي شئ وكل شئ مقابل أن تصل هي للسلطة وتظن أن تركيا تقدم لهم الخدمات لتهيئ لهم الأرضية لذلك ولا تعلم إنما تركيا في النهاية دولة لها مصالحها الخاصة التركية التي تخدم شعبها فقط لا غير.. وما الخونة العرب الذين يبيعون لها أوطانهم سوى بيادق تموت بعد أن يكش الملك!!