السمات الشخصية التي يسعى الإنسان لاكتسابها عديدة وكثيرة، والسمات المكتسبة بشكل عام هي مطلوبة ودافعة للتميز والنجاح، فالمدير يجب أن يتّسم بصفات القائد من شجاعة واحترام وتشجيع صغار الموظفين وغير ذلك، والموظف عليه أن يتحلى بالسرعة والجودة واحترام الزملاء وغيرها من الصفات، ولعل من أهم الصفات التي يجب أن نراها عند الرؤساء والمرؤوسين صفة الثقة بالنفس.

إن الثقة بالنفس تعطي الانطباع الأول للمتحدث دائماً، طريقة الكلام، لغة الجسد، والألفاظ المستخدمة، النظرات، كلها تندرج تحت الثقة بالنفس، فإن أجادها الموظف فهو ذو ثقة عالية في نفسه، وإن لم يجدها بان مهزوزاً بين أقرانه، ويجب عليه أن يتدارك نفسه بالتعلم والتدرب على هذه العادة، مع الانتباه أن تكون الثقة مبنية على صواب وحق، وليس على خطأ.

يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلّم، «إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم»، فكل صفة حميدة تحتاج في البداية إلى تدريب وتكرار حتى تصبح صفة أصيلة في صاحبها، فبعضنا لديه الثقة بالنفس عالية للغاية، لدرجة أنه لو كذب عليك ستصدق كذبته من شدة ثقته بنفسه وهو يتحدث، ومنهم من تنقصه الثقة بالنفس، حتى ولو كان صادقاً فقد لا يستطيع أن يعبر عن فكرته أو يشرح وضعه بالشكل الأمثل، ومع ذلك نقول بالإمكان تدارك الأمر والتدرب على هذه الصفة، ومع التكرار ستجد نفسك اكتسبت الصفة خلال الأشهر الأولى. وهنا نشير إلى بعض التغييرات العملية التي ستوصلك إلى هدفك وهو تعزيز ثقتك بنفسك:

01 تحدث إلى المرآة: إن الحديث الذاتي هو واقع لا مفر منه، سواء أحركت شفاهك أم لا، لذا اجعل حديثك مع نفسك يتسم بالإيجابية دائماً، وراقب الأفكار التي تطرأ على بالك أثناء الحديث الذاتي، فلا مجال لتعلم واكتساب الثقة بالنفس إذا كان الحديث الذاتي سلبياً وهداماً، تذكر هذه النقطة جيداً وطبقها بحذافيرها كبداية صحيحة على طريق الثقة بالنفس.

02 اكتسب معلومات ومعارف أكثر: إن القراءة واكتساب المعلومات الجديدة والمفيدة سيعطيك دفعة قوية نحو اكتساب الثقة بالنفس، فالكثير من النقاشات والتي تتحدث عن المشروعات والقوانين والالتزامات الوظيفية تحتاج منك إلى معلومات لكي تدخل مبدئياً في النقاش، فكيف لشخص يريد أن يكتسب الثقة وليس لديه أبسط المعلومات حول مجال عمله أو عمل المؤسسة التي يباشر بها، لذا اكتسب أهم المعلومات، وإذا استطعت أن تكون كالقاموس في مجال عملك فكن كذلك.

03 نمِّ موهبة الحفظ لديك: المعلومات كثيراً ما تتفلت من أذهاننا وهذا طبيعي، فنسبة المعلومات التي تبقى عالقة في ذهن الإنسان من بعد قراءة كتاب أو مقال بسيطة للغاية، وهذا طبيعي في البشر، ولكن هناك من الناس من لديه ملكة عالية في الحفظ، وهذا إما فطري أو بسبب التدرب على الحفظ، لذا درب نفسك على الحفظ والتكرار، ونشّط دماغك بحفظ الأسماء والأرقام والمعلومات، فهذا سيساعدك كثيراً في الاجتماعات والنقاشات.