إن فرحتنا لا توصف بالأخبار الواردة من اكتشاف الغاز بين دبي وأبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
حيث أعلنت دولة الإمارات عن اكتشاف حقل جديد للغاز الطبيعي، أُطلق عليه اسم حقل «جبل علي» بمخزون ضخم يقدر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، حيث من المتوقع أن يسهم هذا الكشف المهم في الاقتراب من هدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة من إمدادات الغاز الطبيعي، وبما يدعم مشاريعها التنموية الكبرى خلال المرحلة المقبلة، تماشياً مع استراتيجية التطوير الهادفة للاستعداد للخمسين عاماً المقبلة.
فكأنما هذا الحدث الطيب حدث لنا هنا في الكويت وأيضاً في الخليج العربي. الحدث الغامر الكبير، والذي تستحق به دولة الإمارات كل خير.
فهذه النعمة التي حبا الله بها دولة الإمارات كانت بفضل أفعال الخير التي تعم الدولة وخيرها الذي تشارك به الإماراتيون وجميع من يقيم على أرضها الطيبة.
ووزعت خيرها على الجميع وسيعم هذا أيضاً في المستقبل كما أسلفنا. فكم من جاليات من شتى أنحاء العالم تعمل في هذه الدولة التي فتحت أبوابها منذ عقود طويلة من الزمن لكل وافد شريف، يرغب في المساهمة في بناء الدولة والتنمية والإسهام بنهضتها. فكانت سياسة الدولة الحكيمة مثالاً للدولة الحديثة.
ومن ناحية أخرى، فإن الاكتشاف الجديد سوف يعزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن الدول صاحبة أكبر احتياطات الغاز في العالم. وسوف يسهم حقل «جبل علي» في دعم الخطط الطموحة والتنموية للدولة وإمارة دبي تحديداً ويعزز مكانتها الاقتصادية عالمياً. وسيضمن هذا الحقل الجديد تنويع مصادر الطاقة الإماراتية، ويخدم تطلعاتها ورؤيتها الشاملة في أكثر من صعيد.
ولسوف يحقق هذا الاكتشاف الاكتفاء الذاتي من مصدر غاية في الأهمية، ويضمن الاكتفاء من مصدر الطاقة هذا. وسيحقق طفرة هائلة تعود بتحقيق الرفاهية والأمان وتوفير سبل الراحة والحياة الرغيدة لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة. فهنيئاً للدولة وشعبها هذه النعمة وأتم الله عليها جميع النعم.
وهذا الاكتشاف برأينا سوف يرسي الكثير من الإنجازات والمساهمات الطيبة لموقع دولة الإمارات في المنطقة، وسيعمل على تعزيز دور المؤسسات في مسيرة الخير وسائر جهود التنمية والنهضة والتطوير، وتوجيه إيرادات هذا الخير إلى التنمية وبناء البلاد والعباد، وتجاوز ذلك الخير إلى العالم وإيصاله إلى جميع أنحاء المعمورة وعدم إبقاء هذا الخير في أرضه فقط.
وفي ظل الاكتشاف الجديد فسوف يحقق ذلك الكثير من ربط الشعوب الخليجية بعضها ببعض، ويلغي الكثير من العوائق والحواجز بين الخليجيين مع بعضهم البعض. واختصار المسافات بين تلك الشعوب. بدرجة أكبر مما هي عليه الآن.
إن فضائل الاكتشاف الجديد سوف ينقل دولة الإمارات لقفزة هائلة على صعيد التنمية والنهضة، وسوف تضع البلاد في مصاف الدول المتقدمة. ولقد جاء اكتشاف المخزون الضخم من الغاز كثمرة أولى عمليات تقوم من خلالها شركة «أدنوك» باستكشاف الموارد الهيدروكربونية في إمارة دبي.
ووفقاً للاتفاقية ستقوم «أدنوك» بالاستثمار وتسخير التكنولوجيا والخبرة لتطوير وإنتاج موارد الغاز المكتشفة، إضافة إلى القيام بعمليات مسح واستكشاف جديدة في المنطقة لتقييم المزيد من موارد الغاز، وإجراء الدراسة النهائية لتكلفة إنتاجها، ويوجد الغاز المكتشف في المنطقة بين أبوظبي ودبي على عمق قليل نسبياً تحت سطح الأرض.
وفي الختام نقول، إنّ أي نعمة أو خير ينعم الله به على أي دولة من دول الخليج العربي كأنما أنعم المولى عز وجل به على جميع دول المنطقة، فالخير في هذه المنطقة من العالم يعم على أبناء شعوبها أجمع وليس على دولة واحدة، وهو ما يميّز شعوب دول هذه المنطقة وقياداتها الذين يعون هذا الأمر جيداً.
بل ويدركونه تمام الإدراك، ويسعون لتحقيق أفضل النتائج الطيبة التي تصب في مصلحة تلك الشعوب، والتي هي على رأس اهتماماتها، إذ إن الاكتشاف الجديد هو بمثابة خير يعم المنطقة، بإذن الله، فهنيئاً للإمارات هذا الاكتشاف. والله ولي التوفيق.
* كاتب كويتي