كما تعلمون جميعاً فإن الإيجابية والسلبية قد تكونان صفتين تتعلقان ببعض البشر، فالكثير منا يشير إلى شخص بأنه إيجابي ومتفائل، وإلى آخر بأنه سلبي كثيراً، ولكن يقع أغلب الناس في المنطقة الوسطى بينهما، والذي يأخذ من الإيجابية والسلبية بحسب مواقف حياته، ولكن توجد قلة قليلة في أقصى الجانبين، سواء في الجانب الإيجابي بحيث يكون ملاحظاً أن هذا الشخص متميز ولماح وشاطر مثل ما نحب أن نصفه، وفي الجهة المقابلة هناك السلبي والمصطلح الأكثر شيوعاً منه هو أنه الشخص النكدي.
وبكل الأحوال فكلا الطرفين قادر على التأثير بمن حوله، فأنت إذا بدأت يومك بأن تحيي أحدهم ستأخذ منه القليل من شعوره، فإما أن يجعل هذا الشخص من هذه التحية سعيدة، وإما أن يجعلها محبطة وسيئة.
ومن هنا جاء عنوان المقال، هل بالفعل شعور السعادة والإيجابية والتفاؤل شعور معدٍ؟ من خلال تجاربي الشخصية اليومية أقول بملء الفم: نعم إن جميع هذه الصفات معدية للغاية، كما أن التفكير السلبي والنكدية والتشاؤم معدية أيضاً، فلم يخطأ الشخص الذي قال بهذا المثل «من جاور السعيد يسعد».
لذا وجب علينا عزيزي القارئ أن ننتبه لما يدور من حولنا، ليس لنشغل تفكيرنا، ولنراقب تصرفات الناس، بل لكي نختار ما يحصل معنا يومياً، ونتحكم في المواقف التي نعيشها، فإذا كان أحد أصدقائك في العمل عبارة عن كتلة من الطاقة السلبية تجنب الحديث معه واكتفِ بالسلام، فمثل هذا الشخص في لحظة من اللحظات قد ينفجر ليخرج كل ما هو سلبي فيه، وعليك ألا تعطيه هذه الفرصة بأن ينفجر في وجهك، والعكس صحيح فإذا كان هناك من يشع بالأمل والإيجابية والحكمة فاجعل لك نصيباً من وقته.
إذا تعرفت في يوم من الأيام على صديق متميز وذي فكر لامع فاجعله أقرب الأصدقاء، واستفد من تجاربه، وحاول أن تحاكي حياته بما يناسبك، كأخذ العادات الإيجابية من ممارسة رياضة معه، أو الاتفاق معه على قراءة كتب، ومن ثم تتناقشون في محتواها.
ومن ثم كن أنت كالشمس أينما توجه الآخرون يرون نورها، فكن أنت الإيجابي الذي يحرص الجميع على صداقته والجلوس معه، طوّر من ذاتك وشجّع الآخرين إن رأيت فيهم ميلاً للسلبية، خذ بيد أحدهم إلى السعادة، وبذلك ستكون قد وصلت لمرحلة متقدمة إذا نفعت الآخرين بما تستطيع من غير الإضرار بمصالحك وإضاعة وقتك.
*كاتبة إماراتية