يكشف لنا خبر اكتشاف الجاسوسة الأمريكية العراقية الأصل في البنتاغون أن «من الحب ما قتل» فهذه السيدة خانت (أمريكا) وطنها وتعاونت مع منظمة إرهابية (حزب الله) لأنها واقعة في غرام لبناني من حزب الله!

كما يكشف لنا الخبر درجة تورط حزب الله في الصراع الأمريكي- الإيراني، أما أهم الاكتشافات والذي كانت مثار جدل في الصحف الأمريكية هو حجم الخلل في نظام حماية المعلومات الأمريكية في الوقت ذاته! إذ دأبت القوات الأمريكية على التعاون مع مواطنين في الدول التي بها قواعد أمريكية، وكان ذلك الإجراء مدخلاً للتجسس في العديد من الحالات، أما «السيدة» مريم تومسون الجاسوسة التي قبض عليها فهي أمريكية من مينيسوتا من أصل عراقي عمرها 61 عاماً هذا ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية و«يو اس تودي» واللتان ذكرتا «إن مدعين فيدراليين أعلنوا الأربعاء أنه تم اعتقال إحدى المتعاقدات لدى وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاغون»، وتعمل متخصصة في علم اللغويات بالعراق، ووجهت إليها تهمة التجسس لقيامها بنقل معلومات سرية للغاية حول مصادر المخابرات الأمريكية إلى شخص له علاقة بمنظمة حزب الله اللبنانية، وتواجه أحكاماً محتملة بالسجن المؤبد أو الإعدام».

التهم خطيرة جداً إذ عّرضت هذه السيدة الستينية حياة العديد من الشخصيات الأمريكية، ومن المتعاونين للخطر، ومنهم عراقيون وأكراد، حيث جرت الحادثة في أربيل، الغريب أن السيدة تومسون لم يمض على تعيينها سوى ستة أسابيع واستطاعت خلال هذه الفترة الوجيزة أن تنقل العديد من المعلومات السرية والخطيرة إلى حزب الله، ما يدل على خلل كبير في نظام حماية المعلومات الأمريكية، وبالمقابل يدل الخبر على تغلغل حزب الله اللبناني حتى وصوله إلى أربيل وهي من المناطق الكردية الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية.

الأغرب أن (الحب) كما تقول السيدة مريم كان وراء الدافع الذي عرض حياتها للخطر، إذ وفق للصحيفة «إنه بعد إلقاء القبض عليها، أكدت السيدة تومسون أنها كانت تنقل تلك المعلومات، لأنها كانت تربطها علاقة حب مع هذا الطرف والمعروف في الإفادة باسم «المتآمر المشارك»، الذي أوضحت المحكمة أنه مواطن لبناني له علاقة بحزب الله».

«كان قد تم تعيين مريم تومسون في ديسمبر 2019 بمنشأة عمليات خاصة في أربيل، العراق. بعد يوم من اقتحام المتظاهرين للسفارة الأمريكية في بغداد للاحتجاج على الضربات الجوية الأمريكية ضد ميليشيا مدعومة من إيران. بدأت تومسون بجمع معلومات من خلال الدخول إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بوزارة الدفاع الأمريكية لجمع معلومات تتعلق بمصادر الاستخبارات البشرية بناء على طلب متآمر له علاقة بحزب الله، الوكيل الإقليمي لطهران، وفقاً لشهادتها» انتهى. ولا ندري إن كان ذكاء هذه السيدة أو خلل نظام حماية المعلومات هو السبب؟ إنما يقول ممثلو الادعاء إنها تمكنت من الوصول إلى 57 ملفاً على مدار ستة أسابيع تتعلق بعملاء في العراق يعملون لصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، وهي معلومات تقول الحكومة إنها «سرية للغاية».

الجاسوسة الستينية وجدوا أسفل فراشها مذكرة مكتوبة بخط اليد باللغة العربية تحتوي على أسماء ثلاثة مصادر بشرية كانوا يجمعون المعلومات الاستخباراتية للولايات المتحدة، مع تعليمات بضرورة مراقبة هواتفهم. كما أخبرت المحققين أنها تمكنت من نقل المعلومات الموجودة في الملفات عن طريق حفظها وكتابتها وإرسالها عبر دردشة الفيديو على منصة رسائل آمنة، حيث تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) من الوصول إلى هاتفها الذي كان يحتوي على تفاصيل عن كيفية جمع المصدر للمعلومات الاستخباراتية.

ما زالت تداعيات هذا الخبر في أولها والأيام المقبلة ستكشف عن مزيد من التفاصيل في هذه القصة المثيرة والتي تصلح لفيلم سينمائي.

* كاتبة بحرينية