بادروا بالأعمال الجليلة

إن الناس في أوقات الأزمات مختلفون في التفكير والتصرف، فمنهم من يدير الأزمة بحكمة ويجعل من المحنة منحة يستفيد منها ويفيد غيره، ومنهم من لا يفيد نفسه ولا يكف شره عن غيره، ونحن الآن في الإمارات كما في باقي دول العالم أجمع نمر بمرحلة طارئة، وهي التصدي لانتشار فيروس كورونا، والذي انتشر في العديد من دول العالم وتسبب في أزمات كبرى في بعض الدول، لذا وجب أن تتضافر الجهود، فالحكومة في الإمارات لم تقصر، وجاء الدور الآن على عامة الناس القاطنين في الدولة بمختلف الأطياف والأجناس، فكلما كان التعاون أكبر كلما قصرت فترة التعافي والحد من انتشار الفيروس، وكلما كان التعاون أقل فإن الأمور ستتحرك ببطء نحو استعادة حياتنا الطبيعية.

ولكن ما هي الوسائل التي تعيننا حقيقةً لا مجازاً على استعادة حياتنا الطبيعية بعيداً عن العزل والحجر والمعقمات والكمامات، ما الذي سيجعل هذه المحنة منحةً بحق، ونقول لأعزائنا القراء هو فعل واحد لا ثاني له، وهو الاستنفار بالأعمال الجليلة، فعلى قد ما تفيض أنت كفرد بالرحمة على غيرك، ستأتيك أنت أيضا رحمات متتابعات، وهنا أضع بين أيديكم هذا المقال الذي هو أقرب إلى الواقع منه إلى المجاز:

1- أيها التاجر الفاضل: حافظ على مستوى أسعار السلع والخدمات التي كانت قبل انتشار المرض، ونحن نذكركم أن ما نحن فيه الآن ليس موسماً سياحياً بل هو فترة طارئة يعاني منها الكثيرون، وأولهم كبار السن والمرضى من أصحاب الأمراض المزمنة والمناعة الضعيفة، فندعوك إلى عدم رفع الأسعار والتخفيف عن الناس عسى أن يخفف عنك في يوم قد تحتاج فيه إلى الرحمة.

2- أيها المواطن والمقيم الفاضل: الدولة تدعوك للجلوس في المنزل من أجل سلامتك وسلامة أحبابك وأسرتك والناس في مدينتك ودولتك، لا تكن أنت سبباً لانتشار الآفة، بل كن أنت السبب في الحد منها، أولاً بالجلوس في المنزل ومن ثم بمساعدة الآخرين، قدم المساعدة على قدر الاستطاعة من اعتنائك بالضوابط الصحية التي حددتها وزارة الصحة أنت وعائلتك وسترى أن المرض سيختفي بإذن الله عاجلاً غير آجل، وفي حال خروجك من المنزل لتوفير احتياجات الأسرة لا تبالغ بالشراء من أجل أن تبقي لغيرك السلع الأساسية التي يحتاجها الجميع في مثل هذه الظروف.

3- المساعدات: الكثير منا الآن يحتاج إلى المساعدة ولا سيما الطبية منها، ولعل ما يرتفع به البلاء وما هو مجرب لإنهاء الأزمات هو مساعدة الآخرين عموماً والصدقة خصوصاً، ولعل المبالغ التي ستوجه الآن للشعوب المحتاجة لتأمين احتياجاتها الضرورية ولا سيما الطبية، لعل ذلك ما سيفتح باب الشفاء والخير على الجميع، ولا تقل هذه المسؤولية تقع على عاتق الأغنياء والتجار، لا بل إن كل درهم سيخرج لفقير أو محتاج سيكون بمثابة جرعة الشفاء لنا ولهم.

«والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون» فهذه فترة قصيرة من أعمارنا اشتدت فيها الظروف، فلو قارناها بنعمة الله علينا لوجدنا أنفسنا من السعداء، فقد عشنا دهراً من سنوات حياتنا في نعمة ورغد وصحة، ولكن شاء الله أن نُمتحن فالصبر الصبر، فإن العاقبة للصابرين، وستعود الأيام الجميلة أفضل مما مضى، وستمر هذه الأيام بسرعة وسنجتمع في بيوت الله قريباً.