الجهود التي تمارسها الحكومات حول العالم في محاربة فيروس كورونا لهي جهود جبارة وكبيرة، فالحكومات الآن تحارب على الكثير من الجبهات، فليس فقط تأثير الفيروس يطال الجوانب الصحية وما يتعلق بحماية أرواح وصحة الناس، ولكن هناك جبهة مهمة أيضاً تتواجد فيها الحكومات وهي جبهة الاقتصاد، فجميعنا يرى كيف أن الحياة توقفت في العديد من دول العالم ومنها دول كبرى لحصر المرض ومنع انتشاره، وهذا كله أثر في الاقتصاد بالسلب وأصبحت خسائر المنظمات والشركات التجارية مضاعفة وكبيرة، وتتزايد الخسائر مع مرور الأيام وإعلان الحكومات لإجراءات أكثر صرامة للحد من انتشار الفيروس.

ومن أهم القطاعات التي تأثرت كثيراً في العديد من الدول قطاع الطيران، الذي يعد شريان حياه أساسياً في الاقتصاد، فالبضائع والأفراد ستنتقل عبر شركات الطيران هذه، وانتشار الفيروس حد من هذه الحركة، وأوقفها في دول كثيرة، وقد أعلنت العديد من شركات الطيران أنها تحتاج إلى الدعم الحكومي من أجل الاستمرار في ظل هذه الظروف الصعبة.

وشركات الطيران في دولة الإمارات هي من الشركات التي تأثرت خلال الفترة المنصرمة، وهنا نرى توجه الحكومة الرشيدة لدعم هذه الشركات بسرعة حتى لا يتفاقم أثر فيروس كورونا في شركاتنا المحلية، فخلال الأيام الماضية أعلن سمو الشيح حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي عن وقوف حكومة دبي مع شركة طيران الإمارات، التي أسهمت كثيراً في نهضة إمارة دبي، وجعلت منها مركزاً قوياً في التنقل بين الشرق والغرب، وسيتم ضخ رأس مال جديد في الشركة خلال الأيام المقبلة، من خلال خطة ستعلن عنها الحكومة لاحقاً.

إن مثل هذه القرارات تبرز لك كيف أن الحكومة الرشيدة في الإمارات سريعة التحرك ليس على مستوى الأفراد فقط بل حتى على مستوى المنظمات والهيئات والشركات، فالجهود لا بد من أن تتضافر من أجل أن تمر هذه المرحلة بسلام، وطيران الإمارات هي واحدة من الشركات التي ستتلقى الدعم الحكومي، فالدولة أعلنت الكثير من الإجراءات حتى على مستوى الإمارات الأخرى لإنقاذ الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة.

إن الجهود الحكومية في الإمارات تجعل من مهمة إدارة الأزمة أكثر حكمة وسلاسة وفي نفس الوقت نجدها سريعة لكي تتدارك أي تأخير قد يضر بالأفراد والمؤسسات، وهذه الإجراءات سبقنا بها العديد من دول العالم، وكل ذلك من أجل راحة الشعب الإماراتي، والزوار والمقيمين على أرضها.

حالة الطوارئ التي فرضها فيروس كورونا جعل الجميع يتكاتف، وجعل من إنقاذ هذه الشركات الكبرى ضرورة لا غنى عنها، فالكثير من شركات الطيران حول العالم قد تتعرض لأزمات كبيرة خلال الأيام القادمة، وبدأت هذه الشركات بالفعل بطلب المساعدة من الحكومات من أجل تخفيف أثر توقف الرحلات بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا، إن العالم الآن مقبل على مرحلة فارقة في عمره، إما أن يتكاتف الجميع ونكون أقوياء وحكماء في إدارة الأزمة، أو أن نخسر الرهان في القدرة على الاستمرار، والكل يحارب من جبهته الخاصة، ونرجو من الله العلي القدير أن تنحسر هذه الأزمة وتتلاشى بسرعة خلال الأيام القادمة.